من أوديني بإيطاليا.. رسالة الامبراطور الحزينة حول الغربة

الإثنين، 17 أبريل 2017 - 11:43

كتب : مصطفى عصام

حازم إمام

قال حازم إمام في وقت سابق: "اعتدت دوما على السهر والسفر في شهر أغسطس، هو طعم الإجازة بالنسبة لي، وبعد يوم من وجودي في العجمي ذهبت إلى إيطاليا".

وتابع "الأجواء كانت صعبة، وصلت في تمام السادسة مساء فوجدت هدوء تام وظلام شديد، شعرت باكتئاب".

واستطرد "انتظرني أحد الأشخاص مصري الجنسية، وقتها قام بتشغيل شريط كاسيت وأغنية (أنا في البداية يا غربة بتحمل)".

أضاف حازم "الأغنية جات على الجرح، ذهبت إلى غرفتي وجدتها صغيرة والظلام يسود، تحدثت مع والدي ووالدتي وانهرت باكيا.. كل هذا في يومي الأول بأودينيزي".

تلك الأيقونة التسعينية إنتاج المطرب إسماعيل البلبيسي، إنتاجه الفني يتلخص بألبوم شاهدين سنة 1992 وأبرزها أغنية الغربة المصورة بإمكانيات فنية متواضعة، ولكن لأن العمل الصادق يصل مهما كان متواضعا، نجحت الأغنية في المرور على مشاعر المغتربين وحققت نجاحا ساحقا، رغم تصويرها بطريق مصر إسكندرية الصحراوي للتعبير عن الغربة!

الأغنية أعيد إحياؤها مجددا بعد أن ظهرت مع أحمد مكي في مشهد السفر لليونان على الباخرة في فيلم "لا تراجع ولا استسلام".

أفاض حازم كثيرا عن شعور الغربة عند بدء احترافه في أودينيزي صوب كل حديث صحفي عربي قد يصل مسامعه إلينا بمصر، حازم زملكاوي محب للمنزل، كما أفاضوا بمثل السمكة لا تستطيع العيش خارج الماء، كذلك حازم ولد لتحتضنه أسوار القلعة البيضاء.

مساء الخير، أنا حازم إمام، أسكن في مدينة أوديني في بياتو منزل 33100.

تلك رسالتي بخط يدي:

لم أكن أعتقد أن الغربة والوحدة قاسيتان إلى هذه الدرجة، لازمني الحزن فور الوصول، عز علي ترك الأهل والأصدقاء، بعد يومين فقط حزمت حقائبي وقررت العودة، لولا صديقي المصري عاطف الحريري، أثناني عن عزمي للعودة لمصر.

لم أعاني سوى من الشوق والتفكير وعدم النوم، تلك أسبابي الرئيسية لعدم الانتظام في التدريب، أصررت على الالتزام في معسكر أرتاتيرمي، حين وصلت فوجئت بسيل من الأمطار، ظننت أن ذلك سيؤدي لإلغاء التدريب كما المتبع في مصر، ولكن سار المعسكر كما البرنامج الموضوع له رغم سقوط الأمطار الغزيرة طوال اليوم.

كنت في الحقيقة (مدّلع) في مصر، السهر هنا ممنوع بعد الحادية عشر ليلا، لا شيء سوى التدريب الشاق والقاسي، في مصر التدريبات تقتصر على الجري والتقسيمة الهزيلة، هنا أولا اللياقة البدنية والصالة المغطاة لتقوية عضلات الجسم والساقين ثم تقسيمة شرسة، أنظر يمكنك ملاحظة نمو عضلات جسمي كثيرا.

رود كرول أدين لك بالكثير، صديقي الوحيد الذي واظب على الاتصال يوميا بي منذ وصولي بإيطاليا، شارحا له تطوري البدني والفني، لم يصلني فاكسا من مسؤول مصري سوى محمود الخطيب مدير المنتخب الوطني، وجاء ليحذرني من التعاقد مع أي شركة لارتداء أي حزمة معين لإن ذلك يخل مع تعاقد المنتخب مع إحدى الشركات الألمانية، حزنت لإقالة كرول كثيرا، ولكن فاروق جعفر مدرب مؤهل وقادر لتحقيق طموحنا مع المنتخب.

فضلت أودينيزي على مكالمة فيرجسون للانضمام بمانشستر يونايتد، كرول وعبده صالح الوحش نصحاني بالانضمام مباشرة إلى أودينيزي، خوفا من تكرار فشل تجربة مارك فيش بالاختبار مع فيرجسون، فضاعت عليه فرصة الاحتراف.

تنص إيطاليا بلوائحها على قيد ثلاثة لاعبين خارج الاتحاد الأوروبي وكان لدى أودينيزي ثلاث أجانب محمد جارجو الغاني-كوزميسكي البولندي-أموروزو البرازيلي، كنت على أتم الاستعداد على إعارتي لأحد أندية الدرجة الثانية الإيطالية في حالة عدم إنهاء مشكلة أموروزو بمنحه الجنسية الإيطالية كي يتم قيدي، على الرغم من التهكمات التي ألقتها الصحافة المصرية على مشكلتي واتهاما بأن أودينيزي شرب مقلب حازم إمام، زادني ذلك أوجاعا ولكن تم حل المشكلة وتم قيدي مع الفريق.

زاد إيماني هنا بتفوق موهبتنا كلاعبين مصريين على أغلب الأجانب بإيطاليا، موهبة كل من وليد صلاح الدين، محمد صبري، خالد الغندور، محمد أبو جريشة تتفوق على أغلب مواهب أندية إيطاليا، أتمنى أن يصحبوني لإيطاليا وألا تغالي عليهم الأندية المصرية، أريدهم على الأقل من أجل الصحبة.

أطلقوا علي هنا زولا الأهرامات، الثعلب الصغير، يمكنك سماع كلمات الثناء والمدح من فرانكو كاوزير أو ألبرتو زاكيروني، أثنوا على أدائي وأخلاقي الحميدة.

أبي حمادة إمام، أدين لك بالوفاء والولاء الشديد، منحتني اسم الشهرة منذ أن كنت في بداية الطريق، لم أسمع منه تأنيبا باستثناء المناقشات الكروية أو توجيهي المستمر في حالة الإخفاق بالمباريات.

أرجو وأطالب الجماهير المصرية على اختلاف ألوانها بمؤازرتي، اعتبروني سفيرا للشعب المصري في أقوى وأغنى وأحلى دوري بالعالم.

التعليقات