كتب : محمد البنا | الثلاثاء، 31 يناير 2017 - 21:45
كوبر الفاشل العظيم
هل تصدق أن الجيل الحالي لمنتخب مصر يمتلك مواهب أكثر من الجيل الذي حصد ثلاث بطولات كأس أمم إفريقيا متتالية؟ أنا لا أصدق ما قاله حسن شحاتة المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر.
الهجوم على هيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني لمنتخب مصر كان في أشده عقب التعادل مع مالي في المباراة الافتتاحية.. وتصريح المعلم كان أبرزهم، بالإضافة لعدد كبير من الرياضيين.
قيل عنه مدرب فاشل.. عنيد.. ليس بمستوى طموحات المنتخب المصري، وأكثر من هذا بكثير.
كوبر الذي فشل في التتويج مع فالنسيا بدوري أبطال أوروبا بعد وصوله للنهائي في نسختين متتاليتين في 2000 و2001، نجح مع منتخب مصر خلال 22 مباراة أن يفوز في 16 مباراة وتعادل ثلاثة وخسر مثلهم، وسجل اللاعبين 36 هدفا مقابل ثمانية اهتزت بهم شباك الفراعنة.. رقم لم يفعله المعلم أو برادلي أو محسن صالح في بدايتهم مع الفراعنة.
أعتبر مباراة مالي الأولى بمثابة المصفاة التي ميزت بين الواقعية في النقد، والمبالغة في ردود الأفعال.
نعم هيكتور كوبر يقدم كرة قدم غير ممتعة، لا خلاف على ذلك.. لكن أيضا أتليتكو مدريد وإيطاليا والبرتغال وغيرهم لا يمتعون المشجعين.
رافاييل بنيتيث مدرب فالنسيا السابق صرح بعد الخروج أمام إنتر ميلان الذي يدربه هيكتور كوبر في 2003 بعد رحيله عن الخفافيش: "لو كل الفرق لعبت مثل إنتر لا أعرف إذا كانت كرة القدم ستنقرض لكن الاستادات ستخلو من الجماهير، وسيكون كوبر السبب".
كوبر رد على تصريحه للموقع الرسمي لإنتر: "أعتقد أن فالنسيا لديه العديد من المشاكل الآن والتي يجب ان تشغله حاليا".
مباراة تلو الأخرى يثبت فكر هيكتور كوبر الدفاعي، البعض يقول الحظ أنقذ مصر.. نعم بعض الكرات ظهر فيها خللا في خطة الأرجنتيني، لكن أيضا مصر ذهبت بفرص أخطر من المنافسين ولو كانت قليلة.
لن أدخل في تفاصيل سرد الفرص، لكننا الآن وصلنا إلى نصف النهائي بعد غياب عن المشاركة في ثلاث بطولات بعد أعوام من تسيد القارة بالجيل الذهبي للمنتخب.
القوام الحالي للمنتخب لم يختلف كثيرا عن الذي دربه شوقي غريب وحقق معه نتائج مخيبة للآمال في التصفيات وكذلك بوب برادلي، ورغم ذلك نجحنا في الفوز على غانا مرتين ونيجيريا والأبرز هو فك العقدة المغربية التي استمرت 31 عاما.
كنت ضمن المتوقعين أن المنتخب سيعود إلى مصر بعد ثلاث مباريات فقط، ولما لا وأن اتحاد الكرة ذاته لم يتخيل أننا سنصل لليوم الأخير في البطولة. فاختار إقامة السوبر 10 فبراير أي بعد خمسة أيام فقط من النهائي.
رفع هيكتور كوبر طموحات المصريين.. فمن يتخيل أن مصر ستستمر حتى يوم الخامس من فبراير!
لم يصرح كوبر أنه يبني جيلا لمنتخب مصر.. خلق شكلا جديدا للكرة المصرية بخلاف ما اعتدنا عليه في 2006 ولمدة اربعة سنوات. ليس هذا رغبة منه فقط في تطبيق فلسفته، بل لأن الأسماء الموجودة حاليا لا يوجد فيها محمد أبو تريكة وحسني عبد ربه وسيد معوض ومحمد شوقي ومحمد زيدان وعماد متعب الذي يجلس له بديلا عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" وحسام حسن.
كوبر قال: "لا أعتقد أن تشبيهي بدييجو سيميوني عادلا، فكل مدرب لديه لاعبيه الذين يسعى للفوز بهم واستخدامهم".
وقال أيضا "الدفاع جزء من اللعبة، أقبل أن يتم وصفنا بالمنتخب الدفاعي.. لكننا نعتمد على طريقتنا التي نثق فيها".
هذه التصريحات تلخص الأمر كله، إمكانات اللاعبين الحاليين لمنتخب مصر أجبرت كوبر على هذه الطريقة، وهو لم يجازف بل كان واقعيا.. والواقعية هي التي تفوز غالبا. والغريب أن المنتخب ليس فقط لم يخسر، بل لم تهتز شباكه من الأساس. فالمبالغة في "التقطيع" أمر عجيب.
توضح تصريحات اللاعبين اقتناعهم بفكر مدربهم وطريقتهم، رغم الانتقادات التي طالت الرجل بعد اختيار القائمة إلا أنه كان على علم بمن سيستخدمهم لتنفيذ طريقته دون الخروج عن المنظومة.
وماذا بعد؟
هل نحن على الطريق الصحيح؟ بالتأكيد.
وماذا إن –لاقدر الله- تجمد المشوار عند نصف النهائي ولم تنجح مصر في العبور إلى النهائي.. هل سنعتبر هذا فشلا؟ أنا لا أظن.
الوصول إلى نصف نهائي كأس الأمم الحالية بعد سلسلة من الإخفاقات المصرية في التأهل للبطولة هو نجاح.. التتويج بها إنجازا، والخروج من الأدوار المبكرة كان متوقعا.
عندما امتلأت الشوارع المصرية بالاحتفالات عقب مباراة المغرب، هو إشارة في رغبة الملايين بالفرحة بهذه النتائج.. لم يكن لغياب الأداء الممتع مكانا في هتافات المشجعين في ميادين مصر، الإنجاز هو العبور وليس كم مرة تبادل اللاعبون الكرة قبل الوصول لمنطقة خطرة من أجل إرسال كرة عرضية يتحرك المهاجم على القائم القريب وينطلق...بلا بلا بلا.. الكرة أبسط من هذا بكثير في أعين المشجعين.
ولكن؟
السفينة المصرية مازالت تسير بثبات مع قائدها كوبر، وعدم التتويج باللقب لا يعني غرقها.
هذا ليس تشاؤما وإنما دعما لمسيرة المنتخب مهما كانت النتائج المقبلة.
التتويج باللقب الحالي سيكون إنجازا غير مسبوق، والكأس القارية هو الأهم بالنسبة لبعض الدول، لكن المرحلة الحالية والهدف الأسمى للمصريين.. الوصول لكأس العالم، لهذا كتبت.. تحياتي لكوبر مهما كانت النتائج المقبلة.
مقالات أخرى للكاتب
-
السطور الأخيرة في أزمة صلاح الإثنين، 27 أغسطس 2018 - 20:07
-
مقال رأي - الحوت الأبيض الجمعة، 13 أبريل 2018 - 20:35
-
مقال رأي - لماذا لا يفوز الزمالك الجمعة، 15 ديسمبر 2017 - 02:07
-
شيكابالا.. رسائل ياماجوتشي في صراع البقاء أو الاختفاء الإثنين، 13 نوفمبر 2017 - 10:57