اتهامات بالعنصرية، أجور منخفضة ومأساة في الكونجو الديموقراطية.. أهلا بكم في الوجه القبيح لكرة القدم في قارة إفريقيا.
وقدم الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "Fifpro" تقريرا عن ظروف العمل التي يتعرض لها اللاعبون في العالم بناء على استطلاع رأي اللاعبين، وبما في ذلك قارة إفريقيا.
استطلاع الرأي شارك به أكثر من 3000 لاعب في 13 دولة إفريقية، من مصر وبوتسوانا والكاميرون والكونجو الديموقراطية والجابون وغانا وكوت ديفوار وكينيا والمغرب ونامبيا وجنوب إفريقيا وتونس وزيمبابوي.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا عن نتائج استطلاع رأي اللاعبين في إفريقيا، وينقله FilGoal.com.
العنف
قارة إفريقيا كانت في صدارة نسبة تعرض اللاعبين لاعتداءات، لدرجة أن اللاعبين في غانا يتعرضون للعنف أكثر بعشرة أضعاف من المعدل العالمي.
- إهانات عنصرية من الجماهير أو اللاعبين الآخرين.
- عنف داخل الملعب أو خارجه.
- العزلة كنوع من العقاب.
- الإجبار على توقيع عقود.
العديد من اللاعبين اشتكوا من التمييز الذي يتعرضون له في الملاعب سواء على أساس عرقي أو ديني أو حتى جنسي، من الجماهير واللاعبين الآخرين والأجهزة الفنية.
في جنوب إفريقيا والكونجو الديموقراطية، العنف الذي يتعرض له اللاعبون من غيرهم أعلى ثلاث مرات من المعدل العالمي.
ليس هذا فقط، فالكونجو الديموقراطية لديها أعلى معدل من الاعتداء الجسدي على اللاعبين من الجماهير ويليها كينيا.
هناك عقاب آخر كشف عنه 7.5% من عدد اللاعبين الذين شاركوا في الاستفتاء، وهو إجبارهم على التدرب بشكل منفرد والإقامة بشكل يشبه "الحبس الانفرادي".
أغلب اللاعبين أفادوا أن ذلك العقاب يأتي لإجبارهم على توقيع عقود جديدة مع فرقهم.
هذا الرقم يمثل أكثر من ضعف الحالات المسجلة في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
أجور اللاعبين
نقطة أخرى ناقشها الاستطلاع، وهو أجور اللاعبين.
وأفاد 100% من لاعبي الدوري الغاني، أنهم يتقاضوا أقل من 1000 دولار أمريكي شهريا. ( الدولار يعادل 4 سيدي غاني تقريبا )
على الجانب الآخر، تمنح أندية المغرب أعلى معدل أجور للاعبين في إفريقيا بناء على أن أغلب اللاعبين هناك يتقاضون أكثر من 1000 دولار شهريا. ( الدولار يعادل 10 درهم مغربي تقريبا )
وفي المقابل، لاعبو الأندية المغربية هم أكثر من لا يشعرون بالأمان بشأن مستقبلهم.
لكن أين يقع الدوري المصري؟
بحسب اللاعبين المشاركين في الاستطلاع، فالدوري المصري يقع في المركز الخامس بين الـ13 دولة اللاتي شملهن الاستطلاع.
90% من اللاعبين المصريين الذين شاركوا قالوا إنهم يتقاضون أقل من 1000 دولار شهريا. ( الدوري يعادل 18 جنيها مصريا تقريبا )
وبالتأكيد، الظروف التي مرت بها مصر سواء داخل الملاعب أو خارجها كان لها تأثيرها السلبي.
في الجابون، 96% من اللاعبين الذين شاركوا في الاستطلاع اشتكوا من تأخر سداد مستحقاتهم.
وبشكل عام، أكثر من نصف اللاعبين المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم عانوا من تأخر المستحقات.
العقود
بحسب الاستطلاع، 40% من اللاعبين الذين شاركوا قالوا إنهم لا يحملون نسخة من عقودهم مع أنديتهم.
النسبة الأكبر كانت في الكاميرون (65%) ثم في الجابون وكوت ديفوار (60%).
وهذه النسبة تأتي بسبب أن أغلب الأندية تحرر عقودا للاعبيها المحترفين من الخارج فقط، وذلك لتجنب الضرائب وتشريعات حماية اللاعبين وشكوى اللاعبين في الاتحادات المحلية أو الدولية.
الإجازات السنوية
تمنح أندية كوت ديفوار ونامبيا إجازات سنوية مدفوعة الأجر للاعبيها، تصل إلى 30 يوم.
أما تونس، فيحصل 99.5% من اللاعبين على إجازة لمدة يوم أسبوعيا، ويكون مدفوع الأجر.
ثلث اللاعبين المشاركين، قالوا إنهم لا يحصلون على حتى يوم إجازة في الأسبوع.
أغلب اللاعبين في 11 دولة من أصل الـ13 أعربوا عن مخاوفهم بشأن المستقبل مع أنديتهم.
النسبة الأكبر من اللاعبين جاءت في المغرب والجابون.
لكن المفاجأة ليست هنا.
جاءت زيمبابوي في المركز الأول من حيث الأمان، حيث يشعر أغلب لاعبي الدوري هناك بعدم القلق بشأن مستقبلهم.
تلاعب في نتائج المباريات؟
مع التأخر في سداد الأجور المنخفضة في الأساس، هل يدفع ذلك اللاعبين إلى المشاركة في التلاعب بنتائج المباريات؟
يكشف الاستطلاع إلى أن النسبة ليست كبيرة كالمتوقع، 8.3% من اللاعبين المشاركين اعترفوا بالتلاعب.
في حين قال 10.1% من المشاركين إنهم كانوا على علم بوجود تلاعب في نتائج مباريات الدوري.
مأساة الكونجو الديموقراطية
ربما لا نعرف عن الدوري في الكونجو الديموقراطية غير مازيمبي وفيتا كلوب.
لكن الأرقام هناك تكشف عن مأساة للاعبين هناك.
89% من لاعبي الكونجو الديموقراطية الذين شاركوا في الاستفتاء قالوا إنهم لم يوقعوا عقودا تمنحهم حقوقهم.
أما عن العنف، فواحد من كل أربعة لاعبين شاركوا في الاستفتاء قال إنه تعرض للهجوم من الجماهير في يوم المباراة.
وحتى في الأيام التي لا تقام فيها مباريات، فنسبة التعرض لاعتداء من الجماهير تصل إلى 3 أضعاف المعدل العالمي.
وواحد من كل خمسة لاعبين قال إنه يتعرض لضغوط من أجل إجباره على توقيع عقود جديدة مع ناديه.
وأكثر من نصف اللاعبين المشاركين في الاستفتاء من هناك قالوا إنهم لا يحصلون على حتى يوم واحد في الأسبوع كعطلة مدفوعة الأجر.
لذلك، ليس غريبا أن تعرف أن 56% من اللاعبين قالوا إنهم كانوا على علم بوجود تلاعب في نتائج مباريات الدوري الكونجولي.