كتب : نادر عيد | الإثنين، 21 نوفمبر 2016 - 13:13

العيال كبرت

مصر وغانا

"الكرة الهجومية تحقق الانتصارات، أما الدفاعية فتجلب البطولات" مارتشيلو ليبي بطل العالم مع إيطاليا عام 2006.

استوعب الفرعون الدرس أخيرا، عرف أن اصطياد الفريسة يتطلب المكر والدهاء والصبر من أجل تحين اللحظة المناسبة.

ربما شاءت الظروف أن يتعاقد اتحاد الكرة مع هيكتور كوبر الذي كان يجلس في منزله بالأرجنتين بلا عمل، يتابع سحق برشلونة للمنافسين ويحتسي القهوة وهو يحلل أخطاء خافيير ماسكيرانو الدفاعية.

كان الأنسب "ماديا" مقارنة برينالدو رويدا مدرب الإكوادور السابق ووينفريد شافر المدير الفني الحالي لجامايكا حين عرضت شركة التسويق الأسماء الثلاثة على مجلس الأستاذ جمال علام.

ويا لها من صدفة التي جاءت بالرجل المناسب إلى الفريق المناسب.

كان منتخب مصر في أمس الحاجة إلى رجل مثل هذا، يقدس الدفاع ولا يهتم بالكرة الهجومية واللعب الجميل.

فما الذي جناه الفريق على مدار عقود من الاندفاع الهجومي؟

هل تعلم أن مصر عبر تاريخها سجلت أهدافا في تصفيات كأس العالم أكثر من كأس أمم إفريقيا!

لكنها استقبلت أكثر! لعبت في كل مسابقة 90 مباراة.

"لا أحب الاستحواذ لمجرد الاستحواذ، في كرة القدم من يمتلك الكرة أكثر الوقت يكون أقرب إلى ارتكاب الخطأ من منافسه" نعم سيد مورينيو، أعتقد أن هاريسون أفول مدافع غانا لم يفهم هذه الكلمات.

الثعلب الأرجنتيني يجيد ذلك، فكان صاحب الدفاع الأقوى مع فالنسيا خامس الدوري موسم 2000-2001، ولم يقدر بايرن ميونيخ مع الجنرال أوتمار هيتزفيلد على هزيمته في نهائي دوري الأبطال إلا بركلات الترجيح.

كرة القدم لم تعد كما قال عنها تيري فينابلز مدرب إنجلترا وبرشلونة السابق "هي أن تسجل أهدافا أكثر مما تستقبل".

بات الدفاع هو الأساس، الرأسمالية حولت هدف اللعبة من الإمتاع إلى الفوز.

انظر إلى تتويج ليستر سيتي، وأمعن أكثر في إنجاز البرتغال، ولا تنس أتليتكو مدريد الذي صمد أمام الجبارين برشلونة وبايرن.

لا يتذكر أحد استحواذ بايرن (68%) ضد إنتر ميلان في نهائي الأبطال عام 2010، لم تلعب البرازيل كرة جميلة لكي تستعيد كأس العام عام 1994 بعد غياب 24 سنة، الجميع يتذكر النتيجة فقط.

لقد استفاقت مصر من غيبوبة عاشت فيها لسنوات، لدينا أفضل اللاعبين، نسجل الكثير من الأهداف لكننا لا نصل إلى المونديال! لم؟

دعني أذكرك أن الفراعنة كانوا أصحاب الهجوم الأقوى في تصفيات كؤوس العالم 1998 و2002 و2006 لكنهم لم يتأهلوا، هل تصدق؟

في 1998 تأهلت تونس على حسابنا لأنها استقبلت هدفا واحدا مقابل 5 لمصر، في 2002 استقبل الفراعنة أهدافا أكثر من السنغال والمغرب مجتمعتن.

وفي 2006 كان دفاع أبناء الكنانة أسوأ من ليبيا والكاميرون وكوت ديفوار!

عندما نأتي إلى تصفيات المونديال نتذكر دائما فرصة طارق السعيد أمام المغرب، وإهدار مجدي طلبة العجيب أمام زيمبابوي.

لكن لا نتحدث أبدا عن الأخطاء الدفاعية التي كلفتنا الابتعاد عن كأس العالم منذ أن كنا أطفالا.

شاهد سذاجتنا أمام فريق ضعيف مثل ناميبيا!

وكيف نتفرج على لاعبي زامبيا يسجلون من داخل منطقة جزائنا

"من قال إن المهاجم عندما يعود للدفاع يفقد طاقته من أجل مباغتة المنافس، هذا هراء. نيمار يعود ليدافع حين يتقدم زاباليتا، هكذا تسير الأمور" كوبر يفهم كلامك جيدا سيد تيتي، يعرف أنك تقصد محمود تريزيجيه.

لاعبو مصر لم يعودوا صغارا بعد اليوم، تخلوا عن سذاجتهم وبات يعرفون من أين تُأكل الكتف. اسألوا رفاق فيكتور موسيس وجون أوبي ميكيل الذين سيرتاحون من عناء السفر إلى الجابون بعد أشهر قليلة.

رسائل

عصام الحضري: تأثرت لبكائك يا بطل، لكن لم يعجبني احتفالك المبالغ فيه، لقد أنجزنا فقط ثلث المهمة.

أحمد فتحي: الدهن في العتاقي.

تريزيجيه: ليت كل لاعب مصري يمتلك عقليتك، لم تستسلم في عامك الأول بأوروبا والآن بت عنصرا لا غنى عنه في المنتخب.

كوبر: أحمد الله أن الصحف والبرامج المصرية لا تُترجم إلى الإسبانية.

أبو هشيمة: شكرا، نتطلع لمنافسة أشرس مستقبلا.

حسام غالي: المنتخب يحتاجك.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات