كتب : أحمد العريان | الثلاثاء، 08 نوفمبر 2016 - 19:46

كيف يحقق كلوب ما فشل به رودجرز في موسم ليفربول الأفضل

جماهير ليفربول

بعد معاناة لسنوات متتالية كان بريندان رودجرز هو المنقذ لليفربول، والذي صعد بهم من منصف الجدول إلى المصارعة على القمة ولم يفقدها سوى قبل جولتين من النهاية.

يورجن كلوب أعاد ليفربول للصدارة بعد 840 يوما من الابتعاد، تماما مثلما كان الحال مع رودجرز لكن الأداء يبدو أفضل الآن.

وبعد 11 جولة من بداية المسابقة، ربما أن عقد المقارنة بين المدربين ستقودنا لإقرار الاختلافات بين الثنائي.

النقاط

يورجن كلوب بعد 11 جولة جمع 26 نقطة لليفربول، في حين بريندان رودجرز كان قد جمع 23 نقطة فقط.

المؤشر العام إذا يشير لأفضلية كلوب، لكن هذا ليس كل شئ.

الهجوم

ليفربول مع كلوب سجل 30 هدفا موزعة على 10 لاعبين مختلفين، وكلوب أضفى تنوع في أسلحة ليفربول الهجومية، فبات بإمكان الكل يسجل من كوتينيو إلى فيرمينو وستوريدج وقبلهم جميعا ساديو ماني.

في المقابل سجل ليفربول في موسم 2013/2014 مع بريندان رودجرز 21 هدفا مقسمة على 5 لاعبين فقط وأهمهم لويس سواريز ودانيل ستوريدج بطبيعة الحال.

ليفربول مع كلوب سجل 4 أهداف أو أكثر في 5 مباريات هذا الموسم، ومن 198 تصويبة، كان منهم 88 على المرمى كأكثر فرق الدوري دقة.

مع الوضع في الاعتبار أن طريقة لعب كلوب مختلفة كليا عن نظيرتها لدى رودجرز، إذ إن الأخير يعتمد على مهاجم ثابت تبنى عليه الفرص ووقتها كان لويس سواريز ومن خلفه كمهاجم متأخر وهو ستوريدج، عكس المدرب الألماني الذي يفضل تنويع طرق هجومه والاعتماد بشكل أكبر على اللعب الجماعي، وحاليا لا يعتمد على مهاجم صريح.

الدفاع

مرت ثلاثة مواسم ومازالت المشكلة واحدة دفاعية، ليفربول بمقدوره تسجيل 4 أهداف في مباراة واحدة، وفي المقابل يتلقى 4 مثلهم.

دفاعيا تلقى ليفربول هذا الموسم 14 هدفا، وهم في المركز الـ 12 من حيث ضعف الدفاع.

في المقابل تلقى ليفربول مع رودجرز في أول 11 مباراة من موسم 2013/2014، 10 أهداف فقط.

ما بعد الصدارة

ليفربول ما بعد الصدارة سيكون مختلفا عما سبق، الفريق الآن بات في المركز الأول، ومهما حاولت جماهيره إظهار تأكدهم بأنهم ليسوا منافسين على اللقب، فبالتأكيد حلم رفع الكأس يراودهم في النهاية.

كلوب بنفسه صرح عقب مباراة واتفورد وتصدر الدوري قائلا:"إن ظن شخص ما أن فارق النقطة بيني وبين تشيلسي علامة على شيء ما فلا يمكنني مساعدة ذلك الشخص".

وأضاف "الآن علينا أن نكون هادئين فقط".

يورجن كلوب سيواجه الأندية الآن من موقع الصدارة التي يجب أن يدافع عنها، وليس الفريق الطامح في مجرد العودة لدوري أبطال أوروبا، ومن هنا سيأتي الضغط النفسي على اللاعبين، وتلك النقطة تحديدا هي ما ميزت المدرب الألماني في الفترة السابقة بجعله للاعبين يلعبون كرة قدم بدون ضغوط.

شخصية الفريق

كانت هذه هي النقطة التي وقع فيها رودجرز في موسم 2013/2014 والتي يخافها جمهور ليفربول هذا الموسم في ظل قائمة من اللاعبين لن تجد فيها من سبق المنافسة على لقب دوري من قبل مع استثناءات قليلة ممثلة في جيمس ميلنر وفيليبي كوتينيو ودانيل ستوريدج.

مباراة كريستال بالاس بالجولة قبل الأخيرة في موسم 2013/2014 وعودة أصحاب الأرض بثلاثية في شباك مينيولية بالدقائق الـ 12 الأخيرة لتنتهي المباراة بالتعادل، كانت كفيلة بفقدان اللقب، ليس فقط سقوط جيرارد أمام ديمبا با.

هذا الموسم خسر الفريق أمام بيرنلي بثنائية في الجولة الثانية، وظن الكل أن كلوب يسير على نفس الطريق بالفوز في المباريات الكبرى والتعثر أمام الفرق الصغرى، وهو الأمر الذي لا يجدي مع من يريد المنافسة.

ما حدث كان غير ذلك، كلوب حتى الآن يحقق الانتصار تلو الآخر على الفرق الكبرى والصغرى، وأخرهم كان الفوز على واتفورد بسداسية، فوز كان بعض مشجعين ليفربول يتشككون فيه بالنظر لأن نقاطه تعني اعتلاءهم الصدارة.

سواريز

ليفربول الآن لم يعد يمتلك لويس سواريز بل تشكيلة من لاعبي الوسط الفعالين أمام المرمى، فقد كان موقوفا في أول 5 مباريات بعد حادثة عض برانيسلاف إيفانوفيتش لاعب تشيلسي، وفور عودته وفي 6 مباريات سجل 8 أهداف وصنع هدفين وخسر ليفربول مبارا وتعادل في أخرى.

حاليا ثلاثية هجوم ليفربول لا تحتوي على مهاجم صريح (يجلس على مقاعد البدلاء دانيل ستوريدج وديفوك أوريجي) بل 3 لاعبين وسط وهم فيليبي كوتينيو وروبرتو فيرمينو وساديو ماني.

تكتيك ليفربول تطور مع كلوب بصورة ملحوظة في تلك المقارنة سجل ليفربول خلال 11 مباراة 12 هدفا من الكرات الثابتة مع رودجرز سجل 6 فقط، كذلك مع المدرب الألماني خلق 170 فرصة حتى الآن صنع منهم الحمر 23 هدفا، مع رودجرز خلق الفريق 132 فرصة صنع منهم 14 هدفا.

النتيجة النهائية

حسب الحسابات، فإن سير كلوب مع ليفربول على نفس المعدل الذين بدأوا به الدوري، سيعني أنهم سينهون الموسم بـ 90 نقطة و104 هدف، في حين مع رودجرز كانوا قد أنهوا الموسم بـ 84 نقطة و101 هدف.

في النهاية وإن أراد جمهور ليفربول النجاح هذا الموسم، فعليهم أن لا ينسوا ما بدأوا عليه الموسم.. المنافسة على اللقب ليست الهدف لكنها خطوة مؤجلة، وما عليهم الآن إلا العودة للأبطال كخطوة أولية قبل المنافسة الحقيقية في المواسم المقبلة.

ومع مرور الوقت وفي الأسابيع الأخيرة من المسابقة، وإن استمر الفريق في وضعيته الحالية على القمة أو قريبا منها، فهنا قد يكون الحلم مشروعا حتى لا تزداد الضغوط مبكرا على لاعبين لم يعتادوا تلك الأجواء، فيجد الفريق نفسه بعيدا عن الصورة في نهاية المطاف.

لمناقشة الكاتب من هنا

التعليقات