كتب : محمود سليم | الإثنين، 24 أكتوبر 2016 - 20:44

السولية يعوّض ما ينقص وسط الأهلي ويُشكِّل ثنائي وسط "عمودي"

غالي والسولية

ثلاث ثنائيات مختلفة في وسط الميدان خاضت لقاءات الأهلي الـ5 في بطولة الدوري المصري حتى الآن، وهم حسام عاشور وعمرو السولية في انطلاقة البطولة أمام الاسماعيلي ثم الحسامين عاشور وغالي وأخيرا في المباراتين السابقتين عمرو السولية وحسام غالي.

هذا الثلاثي مرر حتى الآن في المسابقة 30% من إجمالي تمريرات الفريق تقريبا، ومن حيث التمرير الأمامي فكانت أفضل ثنائية هي غالي وعاشور أمام المقاولون العرب بـ75 تمريرة أمامية ولكن السبب الرئيسي كان ضعف الضغط من قبل الخصم، حيث ظهر الثنائي بشكل أقل في مواجهة وادي دجلة ومررا أكثر عدد من التمريرات للخلف في مباراة واحدة بـ25 تمريرة.

بينما شهدت مواجهة الداخلية 67 تمريرة أمامية عن طريق غالي والسولية.

حينما يشارك الثنائي حسام غالي وحسام عاشور فإنك أمام صعوبة كبيرة في المساندة الهجومية، فالثنائي يمرر ويقف مكانه باستثناء بعض اللقطات التي ينطلق فيها غالي ولكن السن ومعدل اللياقة لم يعد يسعفه للقيام بتلك الأدوار بالشكل المطلوب، شاهد عقب تمرير الكرة من عاشور للسعيد يقف عاشور وغالي دون انطلاق للمساندة الهجومية.

وهُنا الأمر يتكرر بشكل أسوأ، مساحات كبيرة في وسط الملعب لم يستغلها حسام عاشور بل توقف مكانه منتظرا تمريرة مؤمن للخلف له ثم يمررها بشكل عرضي، تخيل ماذا كان سيحدث لو تحرك عاشور في تلك المساحة وتسلم التمريرة وانطلق؟

بالطبع هجمة مرتدة خطيرة وزيادة عددية للاعبي الأهلي ولكن ذلك لم يحدث بسبب تحرك.

وفي حالة مماثلة لتلك الحالة يظهر عمرو السولية منطلقا وانتقلت الهجمة ووصل غلى حدود منطقة جزاء الخصم ولولا تدخل وليد سليمان لقام هو بتسديد الكرة، بالتأكيد لاحظت الفارق الذي صنعه السولية.

وهنا عمرو السولية يعود بين قلبي الدفاع ليتسلم الكرة ويبدأ الانطلاق بها لمسافة تصل إلى 30 مترا (وهو أمر معتاد ستلاحظه يتكرر في حالات أخرى) ثم يمررها سواء في العمق خلف مدافعي الخصم أو على الأطراف، هُنا انطلق ومرر للسعيد، وأكمل انطلاقته إلى حدود منطقة جزاء الخصم في انتظار تمريرة السعيد التي قُطعت. (هكذا يُقدم لنا السولية درسا عمليا للاعب الوسط الـbox to box).

وكرر السولية نفس الأمر الذي لا يجيده عاشور ولم يعد يتقنه غالي في ظل افتقاده للسرعات، حيث يعود بين قلبي الدفاع ليتسلم الكرة، ثم ينطلق في المساحات بالكرة لمسافة تصل إلى 30 مترا ويمرر للجناح كريم نيدفيد الذي يصنع هدف الفريق الأول أمام أسوان.

أما عن أفضل فترات وسط ملعب الفريق فكانت في ظل الاعتماد على ثنائي (غالي السولية) حيث يتم تشكيل المثلثات مع السعيد أحيانا أو مؤمن أحيانا أخرى لضرب ضغط لاعبي الخصم.

شاهد السولية يتحرك ليقترب من غالي الذي مررها للسعيد الذي أعادها للسولية في ظل ضغط ثلاثي من الخصم ليضربهم بتمريرة لغالي المتحرك خلفهم وتصنع فرصة انفراد لولا الاستلام الخاطئ من مؤمن زكريا.

وهُنا أيضا يتكرر نفس الأمر ليتسلم السولية الكرة وأمامه مساحة ينطلق لمسافة الـ30 متر المعتادة ثم يمرر خلف دفاع الخصم.

في وجود السولية لن تجد ثنائي الوسط بجوار بعضهما البعض، بل ستجدهما يتمركزان بشكل عمودي، أحدهما خلف الآخر، وهو ما يعطي حلولا أفضل للتمرير والخروج بالكرة ويُصعب من مهمة الخصم في تطبيق الضغط.

لم يكتفِ غالي والسولية بتلك الأدوار في بناء اللعب وصناعة هجمات الفريق، بل كان لهما دورا دفاعيا مميزا خاصة على أطراف الملعب خلف الظهيرين.

بالطبع عمرو السولية وحسام غالية ثنائية رائعة ولكن، لابد من إراحة غالي خاصة في ظل ضغط المباريات وهو ما أثر على أدائه في مباراة أسوان، وهُنا لابد من إجراء عملية المداورة بين اللاعبين خاصة عاشور وغالي مع تثبيت السولية لأطول فترة ممكنة، ولكن عليه الحذر من الثقة الزائدة فهو لاعب مهاري ولديه بعض الأخطاء الكارثية أحيانا تكلف فريقه أهدافا.

التعليقات