كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 15 أغسطس 2016 - 14:36

حلزونة الأهلي

التعاقد مع مدرب أجنبي جديد ثم المطالبة بالصبر عليه ليتأقلم مع الأوضاع في مصر قبل الخضوع لرأي الجماهير في النهاية وإقالته وتعيين مدرب مصري. الأهلي يدور في حلقة مفرغة.

مر عامان على بداية عقد مجلس إدارة محمود طاهر، ولايزال الأهلي يدور في هذه الحلزونة من يوم إقالة محمد يوسف. مر بنفس الظروف مع جاريدو وجوزيه بيسيرو واليوم يجتمع لمناقشة مستقبل مارتن يول، والثلاثي فشل من وجهة نظر جمهور الفريق.

فتحي مبروك فاز بالدوري، لكن من طالب بمنحه الفرصة نادوا بإقالته سريعا في ولايته الثانية. زيزو كاد أن يعيد الزمالك لسباق الدوري.

حسنا، هل كل هؤلاء فشلوا والأهلي سينجح مع اسم سادس؟

لا، هذا لا يعني أكثر من أن الأهلي لا يعرف كيف يختار مدربه، أو أن النادي لا يوفر لهذا المدرب ما يساعده على النجاح.

عقلية النادي

من البديهي ألا يعين الأهلي إلا المدرب الذي يمتلك سيرة ذاتية وعقلية تناسبان النادي، وبناء عليه ينقل له رئيس النادي ما يستطيع أن يقدمه له وما ينتظره في المقابل.

مع جاريدو، طلب الأهلي من الرجل بناء فريق جديد مستغلا خبرته في العمل مع فرق الناشئين ومنح الفرص للاعبين باتوا نجوما في أوروبا. لكنه في النهاية قرر إقالته وتحولت سياسة النادي إلى إبرام صفقات كبيرة.

جاء يول وكان الفريق يسير بشكل جيد في طريق التتويج بالثلاث بطولات كما أراد الأهلي. لكن فجأة غير النادي سياسته وباع اثنين من أبرز نجومه.

مع اقتراب نهاية فترة مجلس محمود طاهر، لا تعرف شخصية للنادي ولا توجد سياسة واضحة تستطيع أن تبني عليها مشروعا تقدمه للجماهير أو المدرب الذي ستتعاقد معه.

يرفض محمود طاهر فكرة تشكيل لجنة كرة في الأهلي لأنها غير موجودة في أوروبا، ويريد أن يكون للمدرب الحرية الكاملة في إدارة كل ما يخص الفريق دون أن يشعر بالتدخل في عمله.

الفكرة نفسها تبدو في صالح الفريق، لكن لو هذا ما يحدث على أرض الواقع فعلا لماذا لا توجد سياسة واضحة للنادي في ملف كرة القدم؟

من الواضح أن قطاع الكرة لا يتمتع بالاستقلالية التامة في عمله، وأن ما يحتاجه المدير الفني يطلبه من رئيس النادي وليس من رئيس القطاع. هناك فجوة واضحة بين المنصبين منذ وقت رحيل علاء عبد الصادق.

قطاع الكرة؟

قد تكون شخصية علاء عبد الصادق هي من فرضت على محمود طاهر ألا يتدخل في عمله، وربما لا يريد رئيس الأهلي أن يلدغ من نفس الجحر مرتين.

لكن الحقيقة الآن، أن كل ما يطلبه مارتن يول في الأهلي يكون من محمود طاهر وليس من عبد العزيز عبد الشافي، حتى اللاعبين الجدد.

من المنطقي أن ينسق المدير الفني مع رئيس قطاع الكرة بشأن اللاعبين الذين يريد ضمهم للفريق، وبعدها يبدأ دور رئيس لجنة التعاقدات. هذا ربما يحدث في أي ناد غير الأهلي والزمالك.

وما فائدة مدير التعاقدات في الأهلي إذا كان رئيس النادي هو من يتدخل لحسم الصفقات، بالتأكيد لم يعين النادي شخصا في هذا المنصب من أجل التقاط الصور مع اللاعبين الجدد فقط.

لا أتحدث عن فرض أسماء بعينها على مجلس الإدارة في هذا المركز "الحساس"، ولكن إذا كان رئيس النادي لا يشعر بالثقة في إمكانات من عينه مديرا للتعاقدات فهذه كارثة أخرى.

لم يمنح الأهلي الثقة لمدير تعاقداته ليسافر إلى تونس ليتمم صفقة الموسم، فكيف سيطلب منه أن يفرض شخصيته على المقاصة أو إنبي؟

كيف يضم الأهلي لاعبين أجانب؟

عندما قرر الأهلي بيع إيفونا الذي وصله عرض لا يمكن رفضه - من وجهة نظر النادي - ورمضان صبحي الذي أصر على الاحتراف أعلن رغبته في تعويضهما بثنائي أجنبي هذا الصيف، ولكنه ظل تائها يشاهد الفريق يودع دوري الأبطال قبل أن يحسم ولو صفقة واحدة.

قوة الفريق الهجومية كاملة التي قادته للفوز بالدوري باتت غير متاحة بشكل مفاجئ، وخرج الأهلي من دوري الأبطال سريعا قبل أن يستفيد من انتعاش خزينته.

لا يمتلك النادي كشافين في إفريقيا لإرشاده على مواهب جديدة يستطيع حتى الاستثمار فيها مستقبلا على طريقة إيفونا، وبالتالي عاد لضم جونيور أجاي الذي رفضه في بداية الصيف لأن انضمامه للفريق سيتأخر لما بعد الأولمبياد.

هذا يؤكد لنا أن قطاع الكرة في الأهلي ليس لديه خطة واضحة للعمل، أو أن النادي لا يمنحه الفرصة لتنفيذ خطته.

تغيير المدرب؟

يجتمع مجلس إدارة الأهلي للمرة السادسة خلال عامين من أجل مناقشة تعيين مدرب جديد أجنبي أو مصري.

لو أبقى الأهلي على نفس الظروف الحالية واتجه لمدرب أجنبي جديد، فهذا يعني أنه سيضيع فترة الإعداد للموسم الجديد في البحث ومع رفض اسم للعمل في مصر وآخر للعرض المادي وثالث ترفضه الجماهير. لن يجد النادي مدربا جديدا إلا قبل بداية الموسم بأسبوع.

يبدأ الدوري قبل أن يعرف المدرب إمكانات لاعبيه جيدا، ليعتمد على الجهاز المعاون فإن فاز بأداء غير مقنع أو خسر ستطلب الإدارة من الجماهير التماس العذر والانتظار فترة حتى يتأقلم على العمل في مصر.

نهايته؟ بيسيرو أو جاريدو.

حسنا، هل يلجأ الأهلي إلى مدرب مصري؟ ألم ترفع الجماهير من قبل لحسام البدري لافتة "مبدأ الحساب أخر الموسم عفا عليه الزمن".

لا يوجد أي حل للأهلي للخروج من أزمته سوى تعديل العقلية قبل تغيير الأسماء.

إذا كان الأهلي يريد العودة لأيام الفوز بكل شيء، فالحل ليس في تغيير مدرب فقط ولكن في تحديد طريقة التخطيط للمستقبل كاملة.

في ولاية مانويل جوزيه الثالثة، ودع الأهلي دوري أبطال إفريقيا وكأس مصر خلال أسبوع واحد وهاجمه الإعلام لكنه لم يرحل لأن أهداف النادي كانت واضحة للإدارة والجماهير ولجوزيه وللاعبين.

ربما أضاع مجلس طاهر فرصة تاريخية هذا الموسم لكسب ود الجماهير كما فاز برضا أعضاء الجمعية العمومية، لكن على الأقل يمتلك فرصة الآن لمنع وصف فترته بالسواد.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

ناقشني عبر فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات