كتب : إسلام مجدي | الأحد، 05 يونيو 2016 - 16:08

كيف يفكر مورينيو

منذ إقالته من تدريب تشيلسي في نهاية عام 2015، وحامت الكثير من الشبهات حول جوزيه مورينيو وجدارته في قيادة أي فريق في إشارة لانتهاء عصره التكتيكي. فما بالك بمانشستر يونايتد؟

مورينيو يلعب بطريقة حام حولها الجدل أحيانا بسبب الدفاع، وبنظام متميز جدا أساسه الالتزام الخططي من لاعبيه، قلبا دفاع لا يهاجمان إلا فيما ندر وبحالات خاصة.

كيف يعمل نظامه؟

نتذكر حينما تولى تدريب تشيلسي في 2014 حينما فضل ثنائية جاري كاهيل وجون تيري على ديفيد لويز، بل وقام ببيع الأخير والسبب؟ لأن لويز يهاجم ويتقدم ويترك مهامه الدفاعية وأحيانا يترك خلفه الكثير من المساحات.

ظهيرا الجنب مهمان للغاية في خطته لأنهما يتواجدان بكثافة أثناء الدفاع ويهاجمان من الطرف ليشكلا إضافة رأينا ذلك في هدف مايكون ضد برشلونة بنصف نهائي أبطال أوروبا 2009-2010 الظهير ضم لمنطقة الجزاء وأتى من الخلف وأضاف للهجمة ثم رأيناه يسجل.

محور خطة مورينيو

أهم لاعب في خطة مورينيو دائما هما ثنائي الوسط وليس واحدا فقط، هو يشكل بهما قاعدة لثبات الفريق يقطعان الهجمات يتقدمان ويساهمان أيضا في الهجمات ويمرران تمريرات حاسمة أحيانا لكن أهم ما يختصا به هو منع الهجمات المرتدة في حالة تقدم الفريق أو تواجد مساحات في الخط الخلفي.

في 2010 كان لدى مورينيو مع إنتر خافيير زانيتي وديان ستانكوفيتش وويسلي شنايدر واستيبان كامبياسو هو اعتمد على منظومة مؤمنة دفاعيا وقوية هجوميا لصنع الفارق.

في 2014 مع تشيلسي عرف بأن نيمانيا ماتيتش هو أهم حلقة للفوز بلقب الدوري الإنجليزي ثم أضاف إليه سيسك فابريجاس ليشكلا حلقة قوية في موسمه الثاني مع تشيلسي.

أصعب دور في خطة مورينيو

المهاجم الذي يبحث عنه جوزيه مورينيو دائما هو من يتحمل العبء الأكبر، فهو يتوقع من مهاجمه أن يعمل بكد أن يقترب من زملائه المدافعين للحصول على الكرة ثم قيادة هجمة مرتدة بالإضافة للدور الدفاعي الذي يقدمه، وأثناء الهجوم يطلب مورينيو من مهاجمه أن يحتفظ بالكرة ويخلق المساحة لمن يأتون من الخلف وخلق المساحة المناسبة للتسجيل.

ماذا عن أسرار النجاح؟

أحد الجمل الخالدة لمورينيو حينما وصل لريال مدريد كان سؤاله عن ملعب المباراة وحالة العشب إنه يهتم بأدق التفاصيل، يتمتع بقوة الشخصية التي تمكنه من قيادة الفريق بالإضافة لجعل فريقه يعمل كوحدة واحدة لا يوجد نجم أعلى من زملائه.

التنوع الخططي

في موسم 2014-2015 لعب ضد أرسنال في ملعب الإمارات بطريقة 4-3-3 فقط ليغلق المنافذ على خط وسط ارسنال ليمنعه من خلق أي فرصة تهدد دفاعات تشيلسي وانتهت المباراة بنتيجة 0-0، ثم عاد لطريقة 4-2-3-1، وضد مانشستر سيتي في ملعب الاتحاد لعب مجددا بطريقة 4-3-3 فقط من أجل الحفاظ على نظافة الشباك ومنع وسط مانشستر سيتي من الابتكار، اهتم بإيقاف فيرنانيديو وخلال تلك الفترة في 10 مباريات لم يدخل مرمى تشيلسي سوى هدفين.

مورينيو قد يلعب في مباراة بثلاثة لاعبين ارتكاز في سبيل خطف هدف وحيد طالما سيضمن له الفوز لا يهم طريقة تدوير خط الوسط والأدوار بين الثلاثي لكنه يعمد لجعل اثنين منهما بأدوار دفاعية تغلق أي فرصة للابتكار ضده.

الضغط

مورينيو تخلى في موسم 2014-2015 مع بدايته عن طريقة الضغط العالي الذي كان يلعب به وعوضا عن ذلك دافع من وسط ملعبه وحتى مناطقه الدفاعية للاعتماد على المرتدات أكثر وسحب الخصم بالطريقة المثالية لمناطق تشيلسي مع تأمين الفريق.

من دون الكرة تشيلسي كان يتمركز بصورة 4-5-1 جدارين من اللاعبين وافتكاك الكرة لا يبدأ سوى من منتصف ملعبه والمهاجم يقف قبل أخر لاعب من دفاعات الخصم.

مورينيو نفسه تحدث سابقا عن أهمية عملية التحول من الدفاع للهجوم وشرحها قائلا: "استعادة الكرة مهمة" هو يطلب الضغط من أجل منح أحد لاعبيه فترة من الوقت لاستعادة الكرة.

حسب فيرناندو توريس فإن مورينيو يرى أن كرة القدم تحب من يستفز الخصم أكثر، وحينما تكون خارج ملعبك لا تحاول الاستحواذ لكن استغل أخطاء الخصم.

الاستحواذ والمرتدات

مورينيو لا يهتم بالاستحواذ توريس تحدث عن ذلك "مورينيو يرى أن من يستحوذ على الكرة هو الأكثر عرضة للخطأ".

كما أنه يرى أن الفريق الذي يهتم بنسبة أقل من الاستحواذ ويفتك الكرة من الخصم أقل عرضة للتعرض للخطأ، أيضا من يمتلك الكرة هو من يخاف دوما من خصمه، كل تلك التصريحات نقلتها صحيفة "جارديان" الإنجليزية لفيرناندو توريس مهاجم تشيلسي السابق.

لطالما انتقد مورينيو سياسة الاستحواذ على الكرة "إن لم تلعب الهجمات المرتدة فهذا يعني أنك غبي لأن المرتدات هي جزء رائع من كرة القدم إنه انعكاس لما لديك وما تفعله حينما لا يكون خصمك مستقرا". جوزيه مورينيو يتحدث عن طريقته.

تحليل الخصم

يهتم مورينيو بتحليل خصمه من كافة النواحي، خصوصا تحديد أهم نقطة قوة لديه، مثال على ذلك مانشستر يونايتد في موسم 2014-2015 المباراة التي حسمت لقب الدوري الإنجليزي بشكل كبير لصالح تشيلسي لويس فان جال كان يبني خطته على مروان فلايني فعزم مورينيو على عزل اللاعب عن بقية زملائه وحجم خطورة الشياطين الحمر.

"التدريب يدور حول تحديد مميزات الخصوم ومناطق ضعفهم". مورينيو في أبريل 2015 عقب الفوز على مانشستر يونايتد.

وأضاف "وأكثر من ذلك إنه حول ملاحظة المميزات في فريقي واللاعبين السيئين فيه، لأن فريقي لديه نقاط ضعف أيضا، ومن المهم لي وللاعبين أن نحددها وأحد أسرار النجاح التدريبي هي هل بإمكانك أن تخبئ نقاط ضعفك من خصمك؟".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات