كتب : أحمد مختار | الأحد، 08 مايو 2016 - 13:02

تحليل أهلاوي - هجوم بدون صناع لعب.. ورقم قياسي سلبي في العرضيات!

الأهلي بعيد في صدارة الدوري، وبالتالي كل هذه المقدمات تقودنا إلى معلومة مؤكدة، أن هذا السقوط مقبول، وغير مضر أبدا على مستوى المنافسة، لكن ما يثير الاهتمام حقا أن هذه الخسارة "متوقعة"، ليس بسبب قوة وادي دجلة، أو براعة عصام الحضري، ولكن لأن متصدر البطولة يلعب كرة سيئة في الفترة الأخيرة رغم الانتصارات المتتالية!

طرق للهجوم

حسام غالي لاعب مهم؟ لا الكابيتانو عالة على الفريق، لا غالي أهم عنصر والدليل السقوط أمام وادي دجلة، كل هذه العبارات ليست محل نقاش أو دراسة، لأنها لا تساوي الكثير في فوز أو خسارة 11 لاعب خلال مباراة، وبالتالي الأمر أكبر من مجرد غياب أو وجود إسم واحد، حتى وإن كان المقصود كابتن الأهلي.

هناك طريقتين للهجوم في أغلب التكتيكات:

1- أن تلعب بصانع لعب في العمق، يجيد التحرك بذكاء على الأطراف وفي الخلف، من أجل فتح المساحات أمام الأجنحة، وحتى يتحول لدور المهاجم الثاني عند الحاجة، ولاعب مثل ميسوت أوزيل سيد هذا التكتيك، لأنه من أفضل النجوم التي تتحرك في الفراغات.

2- أن تعتمد على ساعد هجومي على الطرف، لاعب جناح يمتاز بالمراوغة والقطع المستمر من الخط إلى العمق، والأمثلة كثيرة في هذا السياق لدرجة أن معظم الفرق الكبيرة أصبحت تلعب بدون جناح تقليدي يتحرك فقط على الخط.

وبالعودة إلى مباراة الأهلي ووادي دجلة، سنجد أن مارتن يول لم يعتمد إطلاقا على هذه الأسلحة الهجومية، خصوصا مع حفاظه على خطة لعب 4-2-3-1 من دون حسام غالي، ووضعه عبد الله السعيد في المركز 10 كصانع لعب صريح خلف إيفونا.

السعيد لاعب وسط مساند أكثر منه لاعب هجومي، يعود باستمرار إلى الارتكاز، يستلم الكرات ويمرر بحرية بعيدا عن الضغط، لكنه كلما تواجد بالقرب من المرمى، قلت خطورته لأنه ضعيف بعض الشيء في الفراغ الضيق، بالإضافة إلى عدم تمتعه بالمهارة الخاطفة في مواقف 1 ضد 1، لذلك تواجده كصانع لعب لم يكن أبدا قرار موفق.

جانب من الكرات المقطوعة من عبد الله السعيد، كلها تقريبا في نصف ملعب وادي دجلة، رغم استلامه تمريرات عديدة من زملائه بطريقة سليمة، لكن عدم وجود لاعب بجواره يستطيع تخفيف الضغط، ونتيجة ضعفه بعض الشيء على الأطراف كلما هرب من الرقابة، أدت هذه الأسباب إلى ظهوره بمستوى أقل من المعتاد.

ثنائية المحور

لعب يول بثنائي محوري في منطقة الارتكاز، عمرو السولية جنبا لجنب مع حسام عاشور، ثنائية تعطي عمق دفاعي قوي بكل تأكيد وتمنع الأهلي من تلقي مرتدات سريعة، كل هذه النقاط أمور متفق عليها، لكن الجانب السلبي في ضعف الشق الهجومي لهذه التركيبة، بسبب وقوف الثنائي على خط واحد تقريبا طوال اللعب.

فكرة وجود ثنائي ارتكاز في خط واحد، تؤدي إلى قلة خيارات التمرير، وغلق زوايا الرؤية أمام بقية الفريق، مع فاصل من التمريرات العرضية، من جانب إلى آخر دون أي تقدم، ليصبح لعب الأهلي قمة في التوقع، تمريرة من عاشور إلى السولية أو العكس، وهكذا حتى النهاية.

خارطة تمريرات فريق الأهلي أمام وادي دجلة.

مرر حسام عاشور الكرة للسولية 20 مرة، ومرر السولية لعاشور الكرة في 12 مرة، كما موضح بالرسم والمربعات، لكن دون أي خطورة في الثلث الهجومي الأخير، لأن معظم هذه التمريرات في منطقة الوسط، من لاعب لآخر، بعيدا عن بقية العناصر في الأمام.

رمضان صبحي

رمضان صبحي هو أهم لاعب في الأهلي، لكن سنه الصغير يجعله فاقد لبعض المستوى في مباريات قليلة، كمباراة وادي دجلة الأخيرة، لذلك يلجأ وقتها اللاعب إلى فاصل من المراوغات غير المجدية والمتسرعة، ويجب هنا على الجهاز الفني ضرورة التعامل مع هذه المعطيات، خصوصا في المباريات الصعبة.

يتحرك رمضان باستمرار في مناطق الهجوم، لكن عندما يكون غير موفق، يجب تغييره سريعا، أو محاولة مساعدته بأدوات أخرى، كمشاركة ظهير هجومي خلفه، أو تحوله إلى مركز صانع اللعب، في سبيل تقوية الهجوم بجناح آخر مكانه، لكن مارتين يول لم يفعل أي من هذه الأمور، وترك اللاعب يعزف نغمة "نشاز" أمام مدافعي وادي دجلة.

المراوغات جزء أساسي من قوة رمضان، وأمام وادي دجلة، قام اللاعب بعمل 9 مراوغات خاطئة، مع خسارته لـ 12 كرة! أرقام مرعبة تزيد دائما في المباريات الصعبة، دون عمل حقيقي من الجهاز الفني، رغم أن مباراة كيانج أفريكانز كانت جرس إنذار.

كرة التسعينات

كلما تعقدت الأمور، يلجأ يول إلى الحلول الكلاسيكية القديمة، عن طريق العرضيات الكثيرة من الأطراف، لكن هذه الطريقة غير مجدية بالمرة، ليس بسبب ضعف عماد متعب وعمرو جمال "بدائل إيفونا" في تحويل هذه الكرات إلى أهداف، لكن لأن الأهلي يملك أظهرة لا تجيد كثيرا هذا الدور.

صبري رحيل لاعب ضعيف بعض الشيء هجوميا، عرضياته غير متقنة، وتشعر وكأنه يشارك هجوميا على استحياء، بينما أحمد فتحي يلعب بتسرع غير مبرر، ويلجأ دائما إلى الحلول المعقدة في التوقيت الخاطيء، لذلك لعب الأهلي بطريقة لعب مكشوفة للغاية، وسهل كثيرا على دفاع دجلة وحارسه.

صدق أو لا تصدق! لعب الأهلي 36 عرضية خاطئة أمام وادي دجلة في 90 دقيقة، أحمد فتحي بمفرده لعب 17 عرضية خاطئة، وصبري رحيل لعب 7 عرضيات خاطئة.

تمثل هذه الأرقام علامة استفهام كبيرة، كبيرة للغاية أمام مدرب بحجم وقيمة مارتين يول، لأن خسارة 3 نقاط في سباق الدوري أمر عادي ومقبول ومنطقي، لكن أن تخسر بهذه الطريقة السلبية، وأن تعيد أخطائك في كل مباراة، فائز أو مهزوم، فهذا الأمر غير قابل أبدا للفهم، لأن مباريات أفريقيا القادمة ستكون أصعب، وستحتاج إلى حلول أذكى وأجرأ!

تبديلات محفوظة

يقوم الأهلي بتغييراته في أوقات معروفة، الصغير قبل الكبير يستطيع توقع كل تغيير، مع دقيقة نزول كل بديل، ومعرفة كل لاعب سيدخل إلى الملعب، مما يجعل الأهلي "متوقعا" بشدة أمام كافة خصومه، لأنك تعرف كيف تتعامل مع منافسك، عندما يكشف أوراقه ولا يفكر أبدا في المباغتة.

إشراك وليد سليمان كان قرار منطقي، لكن الأفضل وجوده مع توليفة قوية هجوميا، وادي دجلة لا يهاجم، لذلك كان الأولى إخراج لاعب ارتكاز، واللعب بثلاثية الوسط، عاشور أو السولية أمامه عبد الله ثم وليد، وضرب الأطراف برمضان ومؤمن.

وحتى إذا كان خروج مؤمن ضروري، كان يجب مشاركة وليد على اليسار، كجناح هجومي أو حتى ظهير عوضا عن رحيل، في سبيل دخول رمضان في العمق، واللعب بأكثر من صانع لعب خلف المهاجمين.

لعب الاهلي بثنائي هجومي صريح في الدقائق الأخيرة، لكن بدون صانع لعب حقيقي من الأساس، وكأنه يعتمد على 4-4-2 القديمة، ثنائي على الأطراف لا يصنع الفرص، وثنائي من الأظهرة لا تجيد العرضيات، وثنائي هجومي لا يقوى على الخروج بعيدا عن منطقة الجزاء، كلها ثنائيات رتيبة، لا تجلب انتصار، بل هزيمة للطاقم الفني قبل اللاعبين.

للمتابعة..

فايسبوك

تويتر

التعليقات