كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 03 أبريل 2016 - 00:39

برافو زيدان.. خطة في منتهى الذكاء

من المؤكد أن زيدان لم يصبح بعد المدرب الكبير حتى بالفوز في الكلاسيكو، لكن استكمال العمل الذي بدأه من سبقوك يسهل عليك المهمة. برافو زيدان.. خطة في منتهى الذكاء.

بداية خطة زيدان الذكية كانت في أن يهدم كل عمل قام به رفائيل بينيتث وأن يعود لطريقة كارلو أنشيلوتي الذي نجح معه.

زيزو لم يقع في خطأ أنشيلوتي نفسه الذي رفض استكمال البناء على عمل جوزيه مورينيو في الكلاسيكو الأول. وقرر اللجوء إلى الفزلكة بتشكيل غريب لعب فيه راموس مع خضيرا في وسط الملعب وكانت النتيجة الطبيعية هي الخسارة.

صحيح أن ريال مدريد خسر مباراة الدور الثاني أيضا 4-3 لكنها كانت البداية الحقيقة لأنشيلوتي في الوصول لأنسب طريقة لمواجهة برشلونة. وبعدها كان الفوز في كلاسيكو نهائي الكأس قيمته أكبر.

لذلك سنبدأ من هنا، لعب أنشيلوتي في هذه المباراة بالثلاثي شابي ألونسو ولوكا مودريتش وأنخيل دي ماريا في وسط الملعب، والأخير كان يوظفه أنشيلوتي كلاعب وسط ثالث حتى لا يكون رونالدو مضطرا للعودة للدفاع.

لم تختلف الطريقة حتى أخر كلاسيكو لريال مدريد تحت قيادة أنشيلوتي رغم رحيل دي ماريا وألونسو، ولعب بتوني كروس ومودريتش وإسكو في وسط الملعب بنفس الأدوار على الترتيب.

وقرر زيدان أن يلعب أول كلاسيكو له بنفس الطريقة، لم يكسر فيها أي ضلع ولكن بمميزات لم يمتلكها أنشيلوتي.

بدأ زيزو المباراة معتمدا على ثلاثي في وسط الملعب أيضا مكون من كاسيميرو ومودريتش وكروس، ولكن غير الأدوار.

التزم كاسيميرو بمراقبة ميسي تماما، لم يترك له أي فرصة لتشكيل خطورة وعزله تماما عن نيمار وسواريز، هذا ما كان مطلوبا من ألونسو ثم كروس في عهد أنشيلوتي.

لو شاهدت الخريطة الحرارية لميسي في المباراة ستجده لم يدخل منطقة جزاء ريال مدريد إلا في مناسبتين، الأولى كانت عندما ألقى بنفسه داخلها بعد عرقلة راموس والثانية في التسديدة التي تصدى لها نافاس في الشوط الثاني.

لكن مشاركة كاسيميرو لم تأت في صالح ريال مدريد بسبب النجاح في رقابة ميسي فقط، ولكن أيضا حررت كروس من الأدوار الدفاعية التي كانت تستنفذ كل طاقته قبل حلول الدقيقة 70!

لعب كروس على نفس الخط مع مودريتش، ولم يتأخر دفاعيا أيضا عندما احتاجه كاسيميرو. ووجده مارسيلو داخل منطقة جزاء برشلونة ليصنع هدف التعادل.

فضل زيزو أن يكون تقليديا بالاعتماد على كاسيميرو عن أن يشرك كروس كارتكاز ويبدأ بإسكو أو جيمس ليهاجم. واستفاد من قدرات كروس دفاعيا وهجوميا ليقوم بالدور الذي كان يلعبه دي ماريا.

وهذا أظهر دفاع ريال مدريد صلبا رغم أن بيبي في أسوأ حالاته، وراموس لا يفهم أن كل تدخل منه ينذر بكارثة لا تصح أن تخرج من قائد الفريق.

وطبعا لعب زيزو بخط دفاع متأخر يحرم الـMSN من أي تبادل للكرات خلفه. فلم يجد برشلونة أي طريقة للتسجيل سوى من ركلة ركنية.

و"عشان متبقاش القفلة وحشة" استخدم لويس إنريكي عقله وأخرج راكيتيتش من الملعب ليسهل مهمة كاسيميرو أكثر. ومن بعدها سيطر ريال مدريد بالشكل الذي جعله يسجل مرتين هدفا واحدا برغبة الحكم.

لكن قبل كل هذا، الحقيقة أن بوادر فوز ريال مدريد ظهرت في الشوط الأول، فمع كل دقيقة مرت دون أن يمثل برشلونة خطورة على مرمى نافاس كانت الثقة تعود لرجال زيزو.

ظهر ريال مدريد في الشوط الأول متحفظا وليس متوترا، ولم يكن الأداء أسوأ مما قدمه الفريق بالخطة الهجومية التي لعب بها بينيتث خاصة إذا كنت تعلم أن هناك هدف من وراء اللعب بشكل دفاعي.

وهذا سبب آخر للتدليل على ذكاء زيزو الذي تعلم أيضا من درس الـ4-0 الذي كان ريال مدريد ضحيته بسبب عبقرية بينيتث صاحب خطة الـ5-0-5.

والنسخ الذي اعتمد عليه زيزو ظهر في أرقام اللاعبين، فالأرقام خرجت مماثلة بشكل كبير لما قدموه في كلاسيكو 4-3، حتى طرد راموس! الاختلاف فقط كان في النتيجة وأداء جاريث بيل.

صحيح أن الحكم حرمه من هدف لا يعرف غيره سبب إلغائه، إلا أنه هجوميا كان الأبرز في ريال مدريد وصنع هدف رونالدو.

عانى أنشيلوتي في موسمه الأخير مع ريال مدريد من النقص في وسط الملعب وهو ما جعله يخسر الكلاسيكو الأخير الذي كان في المتناول بإنهيار كروس بدنيا، واليوم نجح زيدان في الفوز بنفس الخطة بعدما امتلك ما يساعده على الفوز بها.

واخد بالك يا بيريز!

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

ناقشني عبر فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات