كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 07 فبراير 2016 - 00:14

الأجنبي الذي يحتاجه الأهلي

ليس جوزيه مورينيو أو جوسيب جوارديولا المدرب الذي يحتاجه الأهلي للنجاح، والاسم العالمي الكبير ليس ضمانا للنجاح الذي تريده إدارته.

لا أرى من قصة اتجاه الأهلي للتعاقد مع مدرب عالمي إلا إهانة لا يستحقها النادي، فأمس ترفض زوجة شوستر العيش في مصر ثم يقول فيلكس ماجات في الإعلام الألماني إنه لا يطمئن للعمل هنا واليوم تصف الصحافة البلجيكية رحيل ميشيل برودوم إلى الأهلي بالخرافة.

والحقيقة، أندهش من أن الأهلي يكمل في هذا الطريق بعد كل السلبيات التي نُشرت عن العمل في مصر بعد كل رفض، وإدارته تدرك جيدا أن أي مدرب لن يقبل المهمة إلا بعد أن يسأل غيره عن المكان الذي سيترك أوروبا من أجله. وطبعا الإجابة ستكون معروفة.

رفض ثم رفض ثم رفض. هذا ما سينتظر الأهلي في كل مرة يدخل فيها مفاوضات مع مدرب من هذا المستوى على أمل أن يكون الرد مختلفا عن من سبقه.

السؤال هنا سيعود إلى إدارة الأهلي .. من المدرب العالمي الذي سيترك أوروبا حاليا من أجل التدريب في مصر؟

نتحدث عن دوري لا تعرف فيه أين ستقام أهم مباراة في الموسم قبل أقل من 3 أيام من موعدها، ويلعب به فريق كل مبارياته داخل وخارج الأرض على نفس الملعب.

حتى النادي الذي سيدربه وهو الأهلي لا يعرف ملعبه ويلعب كل مبارياته الخارجية على ملعب واحد لا يحبه.

هذا المدرب العالمي - إذا لم يكن مرضيا للجماهير- سيكون مضطرا للتعامل مع كمية لطيفة من السباب على رقم هاتفه الذي غالبا سيتم تسريبه من وكيل "منفسن" أو على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تحت بند "خفة دم المصريين" والتي قد تمتد لمضايقات لابنته لو كانت تمتلك حسابا على إنستجرام.

سيكون مجبرا على التعامل مع نقد الصحفيين الذين يعملون في "هاشتاج" مع الرد في كل مؤتمر صحفي عن شائعة هروبه التي ستتحول إلى خناقة على الانفراد حتى لو سافر في إجازة.

هل تصدق فعلا إدارة الأهلي قبل الجماهير أن يترك المدرب العالمي أوروبا حتى ولو كان بلا عمل ليأتي ويدرب في هذه الظروف؟

وكيف تضمن إدارة الأهلي أن هذا المدرب العالمي الذي أتى لمصر عاطلا سيضحي بإغراءات الخليج التي غالبا ستبدأ بعد أول نجاح في مهمته.

مدرب مصري؟

لكن أيضا، قناعتي الدائمة هي أن الأهلي والزمالك لا يصلح لهما إلا المدرب الأجنبي، مهما كان اسم المدرب المصري وما حدث مع حسن شحاتة وحسام البدري خير دليل.

ولا يمكن أن يكرر الأهلي تجربة فتحي مبروك مرة أخرى، بعدما عرف أن الطفرة المؤقتة التي تتحقق بعد رحيل أي مدرب ليس شرطا أن تدوم.

الأهلي والزمالك تحديدا لا يحتاجان إلى هذا المدرب العادي الذي لا يستطيع أن يقدم أكثر من تشكيل جيد كأي محلل تليفزيوني، وحتى المدرب المصري غالبا سيتأثر في ذلك بالأسماء الكبيرة أو الضغوط الإعلامية.

هما يحتاجان أكثر إلى المدرب الذي يستطيع أن يطور في أداء اللاعبين خاصة مع اعتمادهما على جيل جديد، وينجح معهما المدرب الذي يمتلك الجرأة على اللعب بـ4 مهاجمين ضد الصفاقسي في تونس ويفوز بـ10 لاعبين على النجم 3-0.

لا اعتقد أن هذا يحتاج إلى مدرب عالمي، بقدر ما يحتاج إلى مدرب جيد فنيا قوي الشخصية ومطلع على الكرة الإفريقية حتى لو لم يعمل في القارة من قبل.

فإذا كان الأمر يتعلق بالدوري المصري، فهو لا يحتاج إلى مدرب عالمي للفوز به. الزمالك فعلها الموسم الماضي بـ4 مدربين، فالمبرر الأكبر لرغبة الأهلي أو الزمالك في التعاقد مع مدرب أجنبي غالبا يكون الفوز ببطولة إفريقية أو حتى الظهور بشكل جيد في كأس العالم للأندية في حالة الأهلي الذي يفكر في تسويق اسمه ولاعبيه عالميا.

مشكلة الأهلي الحالية مثلا مع كل مرة يتعرض فيها إلى إخفاق هي "رجعوا مانويل جوزيه".

مانويل جوزيه نجح مع الأهلي رغم أنه لم يكن اسما عالميا قبل العمل في مصر ونجاحه لم يبدأ إلا في فترة عمله الثانية بعد ما "جرب وخد فكرة"، وحتى الآن لا يستطيع أي مدرب أن يتخلص من لعنة المقارنة الدائمة به.

ولكن في نفس الوقت ليس الحل الأمثل للأهلي أن يعود إلى جوزيه من جديد، فالأفضل له أن يخرج من تلك الغرفة المغلقة التي لا يوجد لها إلا باب واحد هو جوزيه.

الأهلي يمتلك الآن جيلا جديدا لا يجب أن يبدأ مسيرته مع جوزيه ويظل تألقه مرهونا بوجود هذا الرجل داخل النادي، كما حدث مع الجيل السابق. وله فيما يحدث الآن مع الزمالك بعد رحيل جوزفالدو فيريرا عبرة.

هذا يصل بنا إلى أن ..

على إدارة الأهلي أن تكون أكثر عقلانية، صحيح يجب أن تكون على قدر اسم النادي ولكن في نفس الوقت لا تنسى أنه نادي القرن في إفريقيا وينافس مازيمبي والترجي وليس ريال مدريد وبرشلونة.

صحيح أن الأهلي الأكثر تتويجا في العالم، ولكن أساسا المدرب الذي سيترك فرصا أوروبية للعمل في مصر بالتأكيد لن يكون عالميا. ليس أكثر من مختل.

الأهلي لا يحتاج إلى مدرب قاد ريال مدريد، بقدر ما يحتاج مدربا يطور من عقلية قبل فنيات لاعبيه الشباب. ولن يفيده مدربا عمل في برشلونة بنفس القدر الذي سيحققه له مدرب يحب التحديات الجديدة وفرت له الإدارة سبل النجاح.

يريد أن يضمن أن هذا المدرب لن يرحل إلى الخليج لو حقق نجاحا في موسمه الأول. لأنه أتى إلى مصر ليصنع اسما مرتبطا بالإنجازات.

لا نتحدث عن صعوبة يجدها الأهلي في الوصول لهذا الاسم العالمي بسبب العمل في أوروبا أو الخليج فقط، فهناك بعبع جديد ظهر وهو الصين.

وليس ذنب الأهلي أيضا إنه ناد في إفريقيا فهو الأكبر والأشهر هنا، ولذلك فالأنسب له أن يبحث عن المدرب الذي سيلعب بطريقة لعب تناسب قائمته ويفهم أن أنطوي الذي دفع فيه النادي مليون دولار يجب أن يلعب أساسيا.

المدرب الذي سيقبل اللعب على بتروسبورت ويفوز عليه بالتأكيد سيكون أفضل للأهلي من المدرب الذي تسميه الإدارة عالميا. المدرب الذي لن يستسلم للأسماء الكبيرة وسيكون أقوى أي لاعب في النادي.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني

ناقشني عبر فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات