كتب : نادر عيد | السبت، 08 أغسطس 2015 - 19:23

برشلونة وريال مدريد؟ الإنجليزي هو الأقوى لهذا السبب

برشلونة يفوز 5-0، ريال مدريد ينتصر 6-0، ماذا بعد إذن!!

أين المتعة في ذلك، أين التنافس في مباراة معلومة نتيجتها من قبل أن تبدأ؟

الكثير من النقاش والجدال عن الدوري الأقوى في العالم، هل هو الإنجليزي؟ أم أنه بلا شك الإسباني؟

من يميلون لكفة الدوري الإسباني حجتهم هي أن الفرق المظفرة بالبطولات الأوروبية هي الإسبانية، وهذا خير دليل على أن الدوري هناك هو الأقوى بلا شك.

عذرا، هذا كلام غير صحيح.

هناك فارق بين دوري قوي، التنافس به على أشده، وبين دوري به بعض الأندية القوية التي تفوق نظيرتها كثيرا في المستوى.

فالدوري التونسي قوي، لكن الدوري المصري به أندية أقوى مثل الأهلي والزمالك.

الدوري التونسي الموسم المنصرم كان الفارق بين البطل وصاحب المركز الخامس 10 نقاط فقط.

لكن الدوري المصري به الأهلي والزمالك متصدري مجموعتي الكونفدرالية الإفريقية على حساب الصفاقسي والترجي والنجم الساحلي.

هناك دوري قوي مثل الإنجليزي، تشيلسي البطل لا يضمن فيه التغلب بسهولة على سندرلاند، مانشستر يونايتد قد يخسر أمام سوانزي سيتي.

وهناك دوري به أندية قوية مثل الإسباني. برشلونة وريال مدريد يفوقان البقية فيه بـ100 سنة.

لهذا أرى أن الإنجليزي دون أدنى شك هو الأقوى والأعنف والأجمل والأمتع.

لكن، لماذا يا ترى؟ لماذا يكتسب الدوري الإنجليزي هذا الرونق الخاص الذي يجعله أغلى بطولة كرة قدم على وجه الأرض؟

الملاعب ممتلئة عن آخرها في كل المباريات، مليارات المتابعين عبر التلفاز، لقاءات مثيرة مشوقة كل أسبوع، أهداف ممتعة وإيقاع عالي جدا للمباريات، لماذا يا ترى؟

الإجابة في كلمة واحدة، الجمهور.

نعم، الجمهور هو سبب قوة وحدة وروعة الدوري الإنجليزي، وأعلم أنك ستتعجب بشأن رأيي، لكنني سأوضح لك لماذا الجمهور في إنجلترا هو العامل الرئيسي لأن يكون الدوري هناك هو الأمتع في العالم.

عندما يذهب ميسي ليستعرض عضلاته أمام ريال ساراجوسا، يتوقع أبرز المتفائلين من جمهور الأخير أن يخسر فريقه بهدف أو إثنين كحد أقصى.

نفس الأمر لرونالدو عندما يواجه فريقا مثل خيتافي على ملعبه، جمهور صاحب الأرض يعلم جيدا الفارق بين فريقه وبين ريال مدريد، فلا يطالب لاعبيه بالفوز وإنما ينتظر منهم أن يصمدوا وقتا كافيا قبل تلقي الهزيمة الحتمية.

في إنجلترا، لا. لا يوجد هذا. لا يوجد جمهور يقبل بخسارة فريقه مهما كان الفارق بينه وبين المنافس.

طبيعة الجمهور في إنجلترا هي العشق، هي الغيرة، هي الانتماء لأقصى درجة للفريق الذي يشجعه ويؤازره آبائه وأجداده.

يرفض بشدة فكرة الهزيمة، جنونه بفريقه يعطي لاعبيه طاقة إضافية فوق الميدان.

لا يقبل بأي حال من الأحوال أن يتلقى فريقه الخسارة، يسانده بمنتهى القوة على ملعبه وخارج ملعبه.

فمثلا جمهور ليستر سيتي، يرفض الاستسلام لفكرة أن فريقه مستحيل أن ينتصر على مانشستر سيتي.

كذلك جمهور هال سيتي على سبيل المثال، يطالب فريقه بتحقيق أفضل نتيجة حين يواجه أرسنال أو توتنام.

اقتراب الجمهور من الملعب وكأنه على بعد أمتار قليلة من البساط الأخضر، يعطي المباريات هذه الحدة، هذه الأجواء الملتهبة التي تجعلها تبدو وكأنها معركة حربية.

ضجيج المشجعين في الملعب، صوتهم المرتفع بالغناء 90 دقيقة، الأعمار السنية المختلفة التي تراها في المدرجات، تفاعلهم بشكل هستيري مع كل هجمة وكل فرصة تسمع معها الآهات تجلجل الاستاد، كل هذه الأسباب تجعل اللاعبين يبذلون أقصى ما لديهم من أجل الفوز.

هذه المساندة الرهيبة هي التي تعوض الفارق الفني الرهيب بين فرق وأخرى في المباريات.

فمن ينسى فوز سندرلاند الذي يصارع على الهبوط على تشيلسي في ستامفورد بريدج العام قبل الماضي الذي حرم جوزيه مورينيو من الاستمرار في المنافسة على اللقب.

من ينسى عودة كريستال بالاس 3-3 أمام ليفربول ليبدد آماله في اللحاق بسيتي.

من ينسى فوز توتنام يناير الماضي بخماسية على تشيلسي.

من ينسى، من ينسى، اللحظات والمباريات التاريخية في الدوري الإنجليزي كثيرة جدا.

أما الإسباني، فعندما تحدث تبقى خالدة عقدا من الزمان لندرتها وصعوبة تكرارها.

هذه الثقافة الموجودة عند الإنجليز هي التي تجعل هذا الدوري هو الأفضل دون منازع.

أهلا بالبريمييرليج مجددا، ننتظر موسما شرسا مع قوة المدفعجية وعودة الشياطين الحمر وانضمام ستيرلينج لسيتي ووجود "سبيشال وان" مورينيو.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات