كتب : نادر عيد | الإثنين، 26 يناير 2015 - 12:56

قمة إيفرست

القمر الصناعي يسجل رقما قياسيا في عدد المتابعين للقناة الناقلة، عناوين الصحف كلها عن الحدث، يجتمع الأهل والأصدقاء من أجل المشاهدة معا.

مذيعو الفضائيات يتسابقون في تقديم الحلقات الاستثنائية، والمعلقون يتأهبون خلف الميكروفون لعزف أحلى مقطوعة موسيقية.

المواقع الإلكترونية تعاني من زحام المتطلعين لمعرفة الفرقة العازفة في كلا الطرفين منذ البداية، العائدون من عملهم بسرعة يستمعون إلى أثير الإذاعة، هل بدأت السيمفونية بعد؟

الأبطال، يترجلون، يتحركون باتجاه الميدان، كل في موقعه لبدء السهرة الممتعة.

الشوارع خالية من المارة، المقاهي والساحات ممتلئة عن آخرها بالرواد، لا أحد يرد على هاتفه، الكل يتابع الاستعراض.

ولكن.

هذه هي حالة الشوارع في القاهرة، لكن ماذا عن الملعب نفسه..أين الضجيج؟ أين الجماهير صاحبة الأصوات الرعدية؟ هل هو استعراضا صامتا؟ أم أنني أشاهد فيلما قديما لشارلي شابلين؟

آه..مرة أخرى، الدربي بدون جمهور، بدون أغاني، بدون أهازيج، بدون شعارات وتشجيعات. بدون طعم.

لماذا يصرون على حرماننا من المتعة؟، لماذا ينغصون علينا المتابعة والفرجة؟

هل الأمر أصبح صعبا؟، هل من المستحيل رؤية المباراة كاملة بلا نواقص؟

هل رؤية المدرج الأبيض وهو يرتجف أصبحت دربا من الخيال؟، هل مشاهدة الزلزال الأحمر لن يتكرر؟

وا آسفاه على دربي المدينة التي لا تنام، قمة الأهلي والزمالك أصبحت باردة مثلجة مثل جبال إيفرست.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات