كتب : خالد طلعت | الإثنين، 18 سبتمبر 2006 - 17:36

الأهلي.. و"سكة اللي يروح.."

اختار الأهلي بنفسه أصعب الطرق وأكثرها وعورة للوصول الى الكأس الأفريقية ، وكأنه قرر الوصول الى اليابان عن طريق "رأس الرجاء الصالح" ، وصعب الامور على نفسه بدون اي داعي.

فالطريق كان ممهدا أمام الأهلي في حالة وصوله الى الدور قبل النهائي كبطل مجموعته ، ولكنه اختار الطريق الأصعب بمحض ارادته وبتراخي من لاعبيه وبأخطاء فنية من مدربه مانويل جوزيه ، وعلى لاعبي الاهلي وجهازه الفني أن يتحملوا نتيجة أخطائهم ، وأن يضاعفوا من مجهوداتهم في الفترة القادمة للوصول الى اللقب المنشود ، "واللي يحضر العفريت .. يصرفه".

في البداية وقبل أن يرد أي شخص بمقولة أن البطل الحقيقي لا يهمه هوية المنافس الذي سيلاقيه أو المكان الذي سيلاقيه فيه ، أود أن أشير الى أن هذه المقولة خاطئة تماما وهي مقولة نظرية فقط ودائما يقولها مدرب الفريق الذي يكون طريقه صعبا للوصول الى مراده للتخفيف على جماهير فريقه ، ولكن كل الشواهد والدلائل تؤكد عكس ذلك ، وتؤكد ان من تواتيه الظروف سواء بارادته أو عن طريق التوفيق للسير في طريق سهل وممهد للحصول على البطولة تكون فرصه أكبر كثيرا من الحصول عليها ، ومثال لذلك حصول مصر على بطولتي كأس الأمم الأفريقية عامي 98 و2006 ، وفوز اليونان بكاس أمم اوروبا 2004 وحتى فوز ايطاليا بكأس العالم 2006.

فوصول الأهلي كبطل مجموعته كان سيجعله يلاقي اورلاندو "المتواضع" ، ولا أقول ذلك بناء على اسمه او تاريخه فقط ، بل بناء على مشاهدتي لجميع مباريات اورلاندو الست في دوري المجموعات ، فهو فريق أقل من المتوسط وتأهل للدور قبل النهائي عن طريق ضربة حظ على حساب انيمبا ومستواه لا يؤهله تماما للتأهل الى هذا الدور ، ويكفي أن أورلاندو تأهل من البداية الى دوري المجموعات بصعوبة بعدما تعادل مع الهلال السوداني 3-3 في مجموع اللقائين وتأهل لدوري المجموعات بقاعدة احتساب الهدف خارج الارض بهدفين ، وفي دوري المجموعات لم يحقق أورلاندو سوى انتصارين كلاهما بهدف يتيم ، بالاضافة إلى ثلاثة تعادلات ، وهزيمة ساحقة من أسيك باربعة أهداف نظيفة ، وفي دوري جنوب أفريقيا لم يخض أورلاندو اي مباراة حتى الآن مما يعني ضعف اللياقة البدنية للاعبيه.

على الجانب الآخر ، فإن فريق أسيك يقدم أفضل أداء أفريقي هذا الموسم ، وتأهل الى دور المجموعات بعدما حقق خمسة انتصارات في ست مباريات في الأدوار التمهيدية سجل خلالهم 18 هدفا بالتمام والكمال ، وفي دوري المجموعات لم يخسر الفريق وتعادل في المباريات الثلاثة التي أقيمت خارج ملعبه ، بينما فاز في المباريات الثلاثة التي أقيمت بملعبه وبنتائج كبيرة 3-0 على هارتس أوف اوك و3-0 على إنيمبا و4-0 على أورلاندو ، وفي الدوري الإيفواري يتربع على صدارة الترتيب بفارق أربع نقاط كاملة عن سبوي سبور قبل أربعة مراحل من نهاية البطولة ، بالإضافة الى أن له مباراة مؤجلة ، مما يعني أن أسيك بات قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالدوري الايفواري.

وبعيدا عن الجانب الفني والفارق الكبير بين أسيك واورلاندو ، فإن الأهلي باحتلاله للمركز الثاني خسر أيضا ميزة كبيرة للغاية وهي خوضه مباراة العودة على أرضه سواء في الدور قبل النهائي او في المباراة النهائية ، وبالتالي يتعين عليه خوض مباريات العودة خارج ملعبه في الدورين وهو أمر صعب للغاية ، خاصة مع فريقين كبيرين مثل أسيك والصفاقسي الذي من المرجح أن يتأهل للمباراة النهائية.

وحتى لو تخطى الاهلي فريق أسيك وتأهل للمباراة النهائية لملاقاة الصفاقس ، فأن ملاقاة الصفاقس بعد مباراتين صعبتين أمام أسيك بما يحملاه من إجهاد شديد للاعبين واحتمال وقوع اصابات واحتمال تعرض لاعبي الفريق للايقاف بسبب البطاقات الملونة ، يختلف تماما عن ملاقاته بعد مباراتين سهلتين أمام اورلاندو باقل مجهود وبدون إصابات أو إيقافات.

والمشكلة التي تواجه الأهلي في مباراته القادمة هي إيقاف اللاعب محمد صديق ، وبالتالي سيواجه الاهلي مشكلة كبيرة في خط الدفاع ، حيث سينضم لتشكيل الفريق المدافع الصاعد عبد الاله جلال وهو لاعب قليل الخبرة ، خاصة في مواجهة فريق كبير مثل أسيك ، بالإضافة الى أن قائمة بدلاء الاهلي لن تضم أي مدافع آخر بخلاف الثلاثة الأساسيين شادي ووائل وعبد الإله بسبب إصابة النحاس والسيد وإيقاف صديق.

في النهاية ، وحتى لا يصبح المقال دراميا أو تشاؤميا ، أختتم الموضوع بخبر جيد سيسعد جماهير الأهلي ، فمباراة الأهلي مع الشبيبة ورغم ما سببته من ضيق لجماهير الاهلي فانها حملت شيئا جيدا لنجمه الخلوق محمد ابو تريكه ، حيث سجل تريكه هدفي الأهلي ليرتفع رصيده من الاهداف الدولية هذا العام الى ثمانية أهداف منهم ثلاثة مع منتخب مصر وخمسة مع الأهلي في بطولة أفريقيا ، وكان تريكه في الترتيب الأخير لهدافي العالم يحتل المركز 26 برصيد ستة أهداف ، ومن المتوقع أن

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات