كتب : عمر عبد العزيز | السبت، 12 يوليه 2008 - 20:02

يا فرعون إيه فرعنك!

"يا فرعون إيه فرعنك...قال مالقيتش حد يلمّني"...هذه الجملة صدرت عن أحد مسؤولي نادي من أكبر أندية مصر يهاجم فيها نادي منافس في مداخلة علي الهواء.

للتحديد، صاحب المثل التهكمي هو الكابتن سيد القماش مدير الكرة بالنادي الإسماعيلي، و"فرعون" بالطبع هو النادي الأهلي الذي لا يسعني الوقت للتحدث عن تاريخه.

أولا لست بصدد الدفاع عن النادي الاهلي ولا انتقاد القماش شخصيا بقدر ما أريد أن أطالب مسؤولي الدراويش بالتصرف بشكل فيه احترافية.

فبصرف النظر عن طبيعة المشكلة التي دفعت القماش لهذه المقولة، وهي مشكلة هاني سعيد، فانا لا أجد جدوى من انتقاد مسؤولي الإسماعيلي الدائم للنادي القاهري، فهذا الاتجاه لم يؤت بثماره علي الاطلاق.

فعلي سبيل المثال الكل يعلم شدة المنافسة بين الاهلي والزمالك منذ قديم الأزل، ولكن هذه المنافسة لم تصل ابدا إلي حد المشاحنة التي ظهرت بين الإسماعيلي والأهلي في السنوات الاخيرة.

بدليل أن مشجعي الأهلي والزمالك يسكنون معا في نفس المدينة بسلام ولا يتعدي الامر بينهما سخونة التشجيع في الاستاد وبعض المداعبات بين أنصار الناديين, ولكن لا أعلم ماذا سيكون الحال اذا انتقل أبناء الإسماعيلية للعيش بين جماهير الاهلي!

وفي رأيي الشخصي أن هذا الجو المشحون لم يتسبب فيه جمهور الدراويش ولا لاعبوه، ولكن مسؤولو النادي الذين انشغلوا بالدخول في مهاترات ضد الاهلي لتغطية الإخفاق الدائم لفريق طالما أنجب العديد من النجوم أفادوا الكرة المصرية أولا وأخيرا سواء بقوا في الاسماعيلية او انتقلوا لناد آخر.

والغريب أن مواجهات الأهلي والإسماعيلي داخل الميدان دائما ما اتسمت بالاثارة والمتعة ووفرة الأهداف، و يجتمع لاعبو الفريقين في المنتخب كأصدقاء داخل وخارج الملعب، ولكن عند المسؤولين الوضع يختلف.

النغمة التي اختلقها مسؤولو الإسماعيلي وهي أن "الأهلي يسرق" أبناء الدراويش ويفوز بهم بالبطولات اصبحت قديمة وهي غير موجودة أصلا في قاعدة الاحتراف الحالية.

فبغض النظر عن أن أيا من بركات أو الشاطر أو النحاس لم يأت مباشرة من الاسماعيلي للاهلي-وهذا دليل كاف- فأنا اتسائل لماذا تم تجاهل وجود ثلاثي الأهلي السابق محمد فضل وهاني سعيد وأحمد سمير فرج وقبلهم محمد جودة بين صفوف الدراويش؟

عندما عرض أحمد شوبير علي سعد الجندي الذي تولي رئاسة الإسماعيلي لمدة شهر أن يعقد جلسة ودية مع حسن حمدي – أحد رموز النادي الأهلي منذ السبعينات- قال الجندي "أنا اقعد مع حسن حمدي؟!!!".. وكأن حسن حمدي هو رئيس وزراء إسرائيل.

يجب على المسؤولين أن يعلموا ما تثمر عنه تصريحاتهم "النارية" التي تنعكس مباشرة علي الجمهور مما قد يؤدي الي عواقب غير مرغوب فيها بسبب اتجاه معين يسلكه مجلس الإدارة بغية الهروب من غضب الجماهير.

أخيرا أرفض الاعتراف بوجود عداوة بين ناد و آخر في مصر- لأن هذه كرة قدم في النهاية- وأتمني أن يفطن المسئولون لهذا الأمر ويسعون لتهدئة الأمور حتى لا نفسد الكرة الجميلة التي "بدأت" تدخل مصر في الآونة الأخيرة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات