كتب : نصري عصمت | الأحد، 05 يونيو 2011 - 23:28

عاوزين حكام أجانب للنيجر وسيراليون

خرج منتخب مصر من تصفيات كأس الأمم بخطأ تحكيمي واضح للحكم التونسي الذي رفض احتساب ركلة جزاء صريحة لمنتخب مصر .. فماذا أنتم فاعلون؟

من بين سطور مباراة مصر وجنوب إفريقيا الحزينة، لم يلفت انتباهي سوى الدفعة الصريحة التي تعرض لها مهاجم الفراعنة أحمد عبد الظاهر داخل منطقة الجزاء وأراها ركلة مستحقة لمنتخبنا، ولا تصنف كبراعة من المهاجم المصري لكنها "غشومية" وغباء من اللاعب الجنوب الإفريقي الذي دفع منافسا بوضوح في ظهره .. لكن !

الحكم لم يحسب اللعبة وبهذه الطريقة فقد منتخب مصر أهم فريق في إفريقيا كلها خلال السنوات الست الأخيرة فرصة التأهل، والحقيقة هو أن أول من طاف بذهني عقب هذه اللعبة هما شخصان فقط : الكابتن إبراهيم حسن والكابتن سيد عبد الحفيظ.

"ايه يا كباتن؟ .. ما الكورة اهي فيها أخطاء تحكيمية!"، والمثير أن الجديدي حكم المباراة حسم العديد من اللعبات في مصلحة منتخب مصر ولا يمكن اتهامه بالتجني على الفراعنة سوى في هذه اللعبة وحدها.

وتصورت بخيالي المريض أن هذه اللعبة حدثت مع الأهلي أو الزمالك في الدوري الممتاز، وأخذت أتخيل رد فعل لجنة الحكام واتحاد الكرة والبيانات الصحفية والاتهامات لكل الأطراف، "سكان كوكب المريخ بيتأمروا على فرقتنا" .. "الجديدي جامل جنوب إفريقيا لأن ابن اخته متجوز من عيلة مانديلا" .. "أصل احنا لو كنا واصلين زي النيجر في الاتحاد الإفريقي كانت اتحسبت لنا".. "الجديدي كان بيبص للعيبتنا بصات مش حلوة وهم بيتكسفوا يا كابتن".

كل هذه التصريحات المريضة النابعة من خيالي المريض أيضا والتي لا تمت للواقع بصلة تغرق فيها الجماهير عقب كل جولة للدوري الممتاز ويتم تحميلها للحكام على طريقة "لازم حد يشيل الليلة".

لكن للأسف هذه المرة لا نستطيع إقالة لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم ولن يطيب عيسى حياتو خاطرنا بتحويل الحكم التونسي إلى التحقيق، كما لن نستطيع تقديم شريط المباراة لإثبات حقنا في دقيقة زائدة بعدما أنهى اللقاء في الدقيقة 96.

شحن الجماهير بصورة متوالية في الدوري المحلي يعمي بعض منها عن رؤية أوجه القصور في فريقها الذي تعشقه بجنون، وتبتعد تماما عن مناقشة خطة مدربها أو عدم توفيقه أو سوء مستوى بعض اللاعبين مما دفعهم لإهدار فرص سهلة أو التمرير الخاطيء وانعدام التركيز وكل الأخطاء المنطقية ويبقى فقط اللامنطق.

هذا المناخ المريض لن نغرق فيه هذه المرة لأسباب بسيطة أولها أن حسن شحاتة "كثرت سكاكينه" ولم يعد هناك من يهتم بالدفاع عنه بعد الخروج من التصفيات، والسبب الآخر أن الجمهور يحب المنتخب لكن ليس بالتعصب المرتبط بتشجيعه للأندية.

كما أرى في هذه الهزيمة نوعا من العدالة الدرامية، إذ اعتاد حكامنا منح اللاعبين ركلات جزاء لأي لمسة في منطقة الجزاء أو اعتراض، لكن في المواجهة الدولية الحكم يحتاج لجذب من القميص أو يحتاج للاعب ينطلق بالكرة في اتجاه المرمى حتى يحتسب اللعبة ركلة الجزاء، والحكم المصري في الدوري الممتاز يتعرض للإرهاب في الحالتين، سواء احتسب ركلة جزاء لسبب واهي أو تجاهل ركلة مستحقة، وفي الحالتين خصوصا الحالة الثانية، لا تنفتح عليه أبواب جهنم كما يحدث حاليا.

والآن أرى أن الحل الأفضل لمنتخب مصر في مبارتيه المقبلتين هو الاستعانة بحكام أجانب.

ملحوظة أخيرة : إذا غضبت كلما تذكرت أن جنوب إفريقيا أخرجت مصر من تصفيات أمم إفريقيا عام 2011 ، فتذكر أن المصريين في العام ذاته أخرجوا مبارك من الرئاسة المصرية.. لتفرح فرحا شديدا.

تابعوني على تويتر :

http://twitter.com/nasry

أو على فيسبوك:

http://www.facebook.com/home.php#!/profile.php?id=529965924

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات