كتب : أحمد عز الدين | الجمعة، 01 فبراير 2013 - 09:18

كيف يمنعون حادثة بورسعيد في أوروبا

النكتة المأساوية: بعد سنة من المدابح بسبب الكورة.. عاوزين يرجعوا الدوري بدون أي اختلاف في إجراءات الأمن. جملة قالها زميلي نصري عصمت.

قد أتفهم سعي المسؤولون إلى عودة النشاط بعد عام إذ تكاد الأندية تنهار بلا حول ولا قوة، لكني لا أفهم كيف أهدرنا فرصة استغلال سنة كاملة في تغيير المنظومة التي أدت لحادثة بورسعيد.

فبغض النظر عن نظرية المؤامرة.. حادثة بورسعيد يمكن تفنيدها إلى جمهور دخل الاستاد بأسلحة بيضاء بسبب فشل منظومة التفتيش، ثم اقتحم الحضور أرض الملعب ليصلوا إلى مدرج الفريق الزائر، الذي هرب أنصاره إلى بوابة بعيدة وجدوها مغلقة.. والنتيجة 72 شهيدا.

كل نقطة من قصة المأساة تستحق التوقف أمامها وعلاجها على حدة، لكننا بعد عام كامل لم نحل أي منها على الإطلاق.

الحلول؟ بداية إزالة الاحتكاك بين الأمن والأولتراس

الخطوة الأولى لعلاج الأزمة هي مشروع شركات أمن مدنية متخصصة في كرة القدم.. أفرادها ينالون دورات متخصصة ولديهم رخصة للمهنة.

وتهتم الأندية بتعيين أهالي الأولتراس من الشباب في الأمن المدني لتصبح هناك علاقة وطيدة بين الطرفين، هذه أول نصيحة من التجربة الإنجليزية بعد حادثة هيسلبروه.

المشكلة الثانية هي التفتيش، والأمن يقول إن أن الناس يرفضون التفتيش اليدوي بدعوى أنه مهين. فماذا لو تم أليا.. بوابات الكترونية لكشف المعادن وأجهزة بالأشعة لفحص الحقائب.

الدخول إلى الاستاد فقط لحاملي التذاكر، وشراء التذكرة يتم بالبطاقة. هكذا نقضي على السوق السوداء لأن من يبيع تذكرته سيتحمل تبعات أي تصرف خارج من الرجل الذي اشتراها منه.

وإن تمت مراقبة المدرجات عن طريق كاميرات تصور الحاضرين طوال اللقاء. وبالتالي من يخطئ تكون صورته مع الأمن في دقائق معدودة، ما يدفع المخطئ للتفكير كثيرا في العواقب.

ويمكن للشرطة القبض على المخطئ من منزله بدلا من الصعود للمدرجات والالتحام بالجمهور الذي أحيانا ما قد يحمي المخطئ إن كانوا مجموعة كبيرة من الأصدقاء، أو رابطة ما.

اقتحام الملاعب

رغم أن المدرجات قريبة من أرض الملعب لدرجة تدفع اللاعبين أحيانا للاحتفال باحتضان الجماهير إلا أن معدلات اقتحام الملاعب في أوروبا انخفض كثيرا.

صحيفة جارديان البريطانية ذكرت أن إنجلترا لجأت لنظرية للسيطرة على الملاعب بعد كارثة مشابهة لما حدث في بورسعيد وهي هيلسبروه. وهذه النظرية أن الجمهور يحكمه الجمهور.

الأندية قررت تغيير ترتيب المقاعد في الاستادات، وخصت الصفوف الأمامية التي تكون قريبة من الملعب لأصحاب التذاكر الموسمية المعروفين لدى الأندية.

بالتالي إن حاولت مجموعة الاندفاع للملعب، يكون عليهم عبور الأمن المدني والصفوف الأولى المشغولة عن أخرها بشخصيات لا تشترك في أعمال العنف.

وفتحت إنجلترا خطوطا هاتفية بأرقام معروفة معلن عنها لاستقبال أي بلاغات من الجماهير في حالة أن أحد الحضور وجد تجاوزا قد يضر بأمنه من مشجع أخر.

حماية الجمهور الزائر

في دول مثل اليونان وإيطاليا ومؤخرا تونس، تعاقب بعض الأندية بمنع جماهيرها من السفر وراء فريقها.

وفي حالات مباريات كلاسيكية ثال، إن حدث خروج عن النص أكثر من مرة تقام تلك اللقاءات دون جمهور أحد الفريقين.

بمعنى أن جمهور الأهلي يمنع من الذهاب في اللقاء الأول، على أن يغيب مشجعو الزمالك عن المباراة الثانية.

ومعايير الفيفا تقول، إن جمهور الفريق الزائر يجلس في مدرجات بعيدة تماما عن أنصار أصحاب الأرض، ومفصولون بأمن وبجوارهم بوابة للخروج الذي يتم قبل نهاية اللقاء بدقائق.

هكذا، هم أمنوا الجمهور الزائر، وفصلوا بين الحضور والأمن بماكينات وقوانين، وأبعدوا المشاغبين عن الاستادات، وحلوا أزمة اقتحام الملاعب، فحصلوا على كرة قدم حقيقية.

متى نتغير؟ ماذا يمكن أن يحدث أكثر من وفاة 72 شخصا حتى نتحرك؟

للتواصل عبر تويتر..

https://twitter.com/AhmedEzzeldin13

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات